تاريخ مصر، فمن أراد الوقوف عليه فليراجعه. نعود إلى المقال الأول، قال فيه أيضاً:(وفي (واداي) كان خلف السلطان يوسف وهو السلطان إبراهيم الذي تولى سنة ١٨٩٨، كان يهمل نصائح الشيخ متشجعاً في ذلك بهزيمة الخليفة عبد الله التعايشي في أم درمان. وكان رد السنوسي على هذا أن حرم على أهل واداي تدخين التبغ وشرب المريسة (البيرة الوطنية)، فأرسل السلطان إبراهيم إلى السنوسي بأن شعبه يحارب ويموت في سبيل المريسة، وأنهم ينبذون تعاليم السنوسية ليشربوها. وكان السنوسي المهدي حكيماً في تنازله عن رأيه، معلناً أن الله أجاب على صلاته بأنه جل شأنه قبل أن يستثنى أهل واداي من هذا التحريم)؛ فكان حقاً على الأستاذ إلا يذكر هذه الأسطورة التي يمجها السمع ويأباها العقل السليم والنقل، لأن مثلها يتحاشاها أجهل الجهلاء، فكيف بأعلم العلماء وأتقى الأتقياء وهو السيد المهدي السنوسي الذي أشتهر بالتقوى والصلاح أن يحلل ويحرم من عند نفسه، سبحانك هذا بهتان عظيم.
وجاء في الرسالة أيضاً عدد ٣٨٦ مقال آخر، وإلى القارئ ما جاء فيه:(وقد عرفت شروط للاتفاق بين الإيطاليين وسيدي أحمد في النصف الأخير من سنة ١٩١٥، وكاد يتم الاتفاق لولا أن سيدي أحمد رفض أن يقبل مركز (باي) تحت الحماية)
والحقيقة أن الإيطاليين خطبوا وده كثيراً ومنوه بأماني معسولة، ولكنه لشرفه وأمانته وعلو همته أبى أن يصالحهم على شبر واحد من أراضي المسلمين ولو أعطوه ملء الأرض ذهباً.
وجاء فيه أيضاً:(ولذلك أرسلوا (أي الإنكليز) في نوفمبر سنة ١٩١٥ ابن عمه السيد محمد إدريس من الإسكندرية ليتفق معه (أبى سيدي أحمد) على أن يتخلص من مستشاريه الأتراك في مقابلة مبلغ من المال). فهذا أيضاً مخالف للواقع، وكان على الكاتب إلا يذكر شيئاً منه حتى يتصل بالسيد إدريس ليكون على بصيرة.
وجاء فيه أيضاً:(وأقر شيوخ الطريقة السنوسية سيدي محمد إدريس السنوسي على أن يكون السنوسي الأكبر إلى أن قال: وجد سيدي أحمد المقهور والمخلوع أن من الأفضل له أن يغادر طرابلس، فغادرها في غواصة ألمانية من مصراته إلى تركيا مع استمرار ادعائه أنه رأس الطريقة السنوسية)