للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قليل من كثير يقطن الأبعاد والأعماق، ولهذه الأنواع أسماء دارجة يعرفها الصيادون، وقلما يخطئون في التمييز بينها مع وجود تشابه كبير بين بعض هذه الأنواع. وهاك بعض الأسماك التي تعيش في منطقة الغردقة بالقرب من الشاطئ نذكرها على سبيل المثال لا لغرابتها فحسب بل لدلالتها: الحجم والجلخ والبشراكة والمعجبية وشك الزور والقضبة والدراك والبومة والسيبيا.

ومن العجيب أن اكثر هذه الأنواع تفقد ألوانها البراقة الجميلة بعد إخراجها من الماء بقليل وتصطبغ بلون اسمر قاتم - وسمك القرش اكبر حيوانات المنطقة واشدها بأسا، وهو كبير الرأس عظيم الجسم واسع الفم حاد الأسنان تهلع من رؤيته الأسماك ويخافه الصيادون، ومنه نوع يهاجم الإنسان ويحاول اختطافه، وربما ينهش منه ساقا أو ذراعا - ومن الغريب ان سمكة صغيرة بطول القدم تعيش طفيلية عليه فيحملها على رأسه لاصقة بجلده تتغذى من فضلات طعامه وهو بذلك راض مسرور.

(٤) في حقول المرجان

يفاخر الدكتور كرسلاند بحديقته المرجانية ويشيد بذكرها ويشوقك لزيارتها فكنت أصغي لوصفه الشعري وأنا بين الشك واليقين إلى أن رأيت حديقته بل بساتينه بعيني فقلت في نفسي تالله لقد قصر الرجل، فحديقته اجمل وأبدع مما وصف:

ركبنا (لنش) المحطة صباح أحد الأيام فخرج بنا إلى عرض البحر على مسافة أربعة كيلومترا، ثم وقف بنا أمام جزر متتابعة متلاصقة عنها فجوات كأنها بحيرات، ويغطي سطح الجزر ماء البحر على عمق قليل، فنزلنا من اللنش وأخذنا نخطو فوقها ونحن غائصون في الماء إلى ما فوق الركب، وبعد سير شاق فوق العشب لم يتجاوز بضع دقائق وصلنا إلى شاطئ غاطس تتكسر فوق حوافيه أمواج البحر بشكل يهيج يسر الخاطر، وبعد خطوات أخرى أشرفناعلى جرف مواجه للأمواج يغوص في الماء بأنحدار، ولم تكد تقع عيوننا على سطح المنحدر حتى أرسلنا صيحات الدهش والتعجب: منظر ملك علينا المشاعر، فقاع البحر قد كسته لمسافة كبيرة خمائل كثيفة ذات الوان زاهية جميلة بين حمراء وخضراء وزرقاء وصفراء وسمراء، وقد امتدت على الجوانب وفوق المرتفعات وبين الصدوع على أشكال متباينة متآلفة تخالها خمائل الأزهار في بستان الأمير وقت

<<  <  ج:
ص:  >  >>