للثنيان الفرنسي أي للذي يكون دون السيد أو الملك في فرنسة؛ ثم غلب هذا اللقب على كثيرين من أولئك الأشراف، فصار بمنزلة العَلم لهم، وأول من لقب بذلك، كان في عهد كيك أحد قمامسة فينّة الفرنسية، المتوفى سنة ١١٤٢ للميلاد. وفي أوفرنية كان أحد القمامسة في عهد غليوم السابع. وكان لقب به لأول مرة سنة ١١٥٢؛ ثم أنقلب هذا اللقب فصار علماً لأولئك الرجالات، ومن أراد التفصيل فليراجع كتب التاريخ والمعاجم في مادة دَوْفن. وهناك دوفن أشتهر بدوفن أوفرنية وهو شاعر بروفنسي، من المائة أل ١٢ أو أل ١٣، واسمه الحقيقي روبر وكان دوفناً من سنة ١١٦٩ إلى سنة ١٢٣٤
ودوفن أيضاً امرأة الدوفن، وبالفرنسية والأحسن أن يقال في العربية دَوْفَنة لكي لا تلتبس بالمذكر ودَوْفن أيضاً، والأحسن دَوْفِينَه عَلَم بقعة في فرنسة. فصحَّ بهذا التأويل أن (دوفن) كلمة أعجمية وإنها أتت بمعنى أسم رجل، وأسم امرأة، وأسم بقعة، ومما يؤيد أن الدوفن هو بالتأويل الذي ذكرناه أن الشاعر قال:
(كان من آل دوفن قمَّسُ)
والقُمَّس هو سابقاً، والذي نقل بعد ذلك إلى صورة كُنْت ومعلوم أن البيت الذي فيه دَوْفن، قد يكون فيه عدة قَمامِسة، إذا كان فيه عدة ذكور، غير البكر ونحن نذكر بعد هذا القمس ونبحث في مختلف لغاتِهِ
ومن الغريب أن المعاجم الإفرنجية، وبالعكس أي المعاجم العربية الإفرنجية. لم تذكر مقابلاً للفرنسية كما لم تذكر مقابلاً إفرنجياً للدَوْفَن. فمعجم بادجر الإنكليزي العربي، (وهو أساس جميع المعاجم الإنكليزية العربية ذكر مقابلاً لها في العربية (بكرُ ملك فرانسا) - وقال نجاري بك، في معجمه الفرنسي العربي:(بكري الأمير) وهو كلام لا معنى له. - ومعجم غسلين الفرنسي العربي ذكر المؤنث ولم يذكر المذكر فقال:(زوجة ولد سلطان فرنسة) وهذا غريب. - وقال الأب بلو في معجمه الفرنسي العربي:(ولي عهد ملوك فرنسا) - وأما صاحبنا الشهير إلياس بقطر فقد قابله بقوله:(ابن بكر سلطان فرنسا)
ولا تسألني عمن نقل (دوفن) إلى لغة أجنبية في المعاجم العربية الغربية، فإن أصحابها جميعهم أهملوها كأنها لم تكن، وفي كل ما ذكرناه من النقول، ما يبين لك قصور أرباب تلك الدواوين، وبذلك يظهر لك ما فيها من النقص والعجز، والحاجة إلى الإصلاح الأعظم