للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نَقَلتْ جَهَنَّمَ لِلشُّعُوبِ وَإِنما ... حَمَلَ الخَطِيئَةَ فِي لَظاها الطَّاهِرُ

إِنْ حَلَّ جَاحِمُهَا بأَرْضٍ أَصْبَحَتْ ... وَبها القُصُورُ الشاهِقَاتُ مَقَابرُ

نَشَرتْ خَرِيف الموتِ في سَاحَاتِها ... فَجَمَاجِمُ الْهَلكَى بِهِنَّ أَزَاهِرُ

ذَبَحَتْ أَمَانيَهَا عَلَى رَاحَاتِهَا ... فَغَدُ الْمُؤَمِلُ فِي هَواهَا خَاسِرُ

وَغَدا بها سِيَّيْنِ فِي لَهب الرَّدَى ... ذُو رَحْمَةٍ يَخْشَى السَّماَء وَجَائِرُ

لا تَرْوِ لِلزَّيْتُونِ ذِكرْاً عِنْدَها ... فَحدِيدُهَا بِالسِّلْمِ جَانٍ كافِرُ

دَفَنَتْ شَرَائِعَهَا فَضَلَّلَ دَهْرَها ... فِي غَيْهَبِ الطُّغْيَانِ شَرْعٌ حَائِرُ

فِي لَيْلِها الداجيِ وَدُونَ قَتَامِهِ ... خَطْوُ الرِّياحِ الْهُوجِ خَطْوٌ عَاثِرُ

سَطَعَتْ بِكَ الأَوطانُ شَرقِي السَّنَا ... فَجْرُ البَشاَئرِ مِنْ يَمِينِكَ سَافِرُ

نَشَرتْ خُطَاكَ بها سَكِينَة مُؤْمِنٍ ... يَحْدُوهُ بَطَشٌ لِلْعَزَيمَةِ قَادِرُ!

أَنَّى مَشَيْتَ بدَتْ برَكْبِكَ آيةٌ ... لَيْسَتْ لَها في المالِكينَ نَظَائِرُ

حُبٌّ مَدَاهُ إِلى القَدَاسَةِ يَنتهيَ ... لوْ كَانَ لِلْحُبِّ المُقَدَّسِ آخِرُ!

أَذكاهُ شَعْبٌ في ظِلالِكَ سَابحٌ ... يا طَالَمَا أَغفَى وَطرْفكَ سَاهِرُ!

أَوَلَسْتَ آسِىَ جُرْحِهِ مِن بَعْد ما ... شُقتْ بِنَارِ الخُلْفِ منْهُ مرَائِرُ؟

أَولَسْتَ جَامعَ شمْلِهِ مِن بَعْد ما ... أَرَدَاهُ فِي لَهب الشقِّاق تَنافُرُ؟

أَولَسْتَ بَاعِثَ جِيلِهِ مِن رَقْدَةٍ ... بُوقُ النشُورِ لَها أَنِينٌ عَابِرُ؟

أَولَسْتَ قَائِدَهُ لعصرٍ أَبيضٍ ... آياتُ مُلْكِكَ فِي سَمَاهُ مَنَائِرُ

أَولَسْتَ فَجْرَ البَائِسِينَ بِشِطِّهِ ... وَزَمَانُهُمْ كالليْلِ دَاجٍ عَاكِرُ

أَولَسْتَ مِنْ مَاضِيِهِ بَعْثاً أَوْشَكَتْ ... أَيَامُ (فِرعونٍ) بِهِ تَتَفاخَرُ

أَولَسْتَ لِلشرْقِ المُجَرَّح بَلْسَماً ... يَا طَالَمَا بِنَدَاهُ قَرَّ الثائِرُ؟

يَأَيُّهَا الأَمَلُ الفَتِيُّ لأُمَّةٍ ... كَادَتْ يُشَيِّبُهَا الشَبَابُ السَّادِرُ

قُدْهَا إِلى الجَوزَاءِ أَنْتَ شَبَابُهَا ... وَمَعِينُ حِكْمَتِهَا الدَّفِيقُ الزَّاخِرُ

وَاسْبَحْ بِها فَوْقَ النُّجُوم فَطَرْفُهَا ... أَبَدَاً لِحَيَاةِ بِنُورِ عَرْشِكُ نَاظِرُ

قَالوا: وَعِيدُ التَّاج! قُلْتُ: تميمَةٌ ... لِلنِّيلِ تُنْشِدُهَا رُبي وَمَخَاضِرُ

إِنْ هَزَّتِ الأَوْتَارُ فيهِ غِنَاَءهَا ... وَتَرَنَمَتْ لِلشَّعْبِ فِيهِ قَيَاثِرُ

<<  <  ج:
ص:  >  >>