وهو رابعاً يقول:(ويعد كتابه الثاني أوفى مرجع عن بلاد الهند، وأملأ كتب الأسفار تعريفاً بها).
والشذوذ كل الشذوذ في (أملأ)، لأن أفعل التفضيل - كفعل التعجب - لا يصاغ من الخماسي (امتلأ) على وزن أفعل. ولا يُقال إنه مصوغ من مَلأ، لأنه كان عليه حينئذ أن يقول:(ويُعَد المؤلف أملأ المؤلفين لكتابه تعريفاً بالأسفار) لا أن يسند الملء للكتاب.
نعم، إن الأشموني في شرحه على الألفية وابن هشام في أوضح المسالك ذكرا من الشذوذ قولهم:(ما أملأه للقربة) مصوغاً من امتلأ؛ وهذا وهمٌ منهما لأنه لا شذوذ حينئذ في العبارة، إذ هو مصوغ من ملأ. . . والمعنى جيد.
وقد اعتذر لهما الصبان بأن الشذوذ يكون حين يقال:(ما أملأ القربة)، كعبارة الأستاذ عبد الغني
فهل يقوم هذا اعتذاراً له؟
وهو خامساً يقول:(وإذا كانت هذه الرحلات الفردية وكثير غيرها قد أضافت بعض الثروة إلى الأدب، إلا أنها لم تكن منتجة. . . الخ).
وأنا لا أعلق على هذه العبارة إلا بأن أتحدى الأستاذ بأن يُعربها ويبين لنا جواب إذاً ويخرِّج هذا الاستثناء.