عرض عليها أن تعوض عنها لذائذ صرفة لما قبلتها. فلو عرض على الفيلسوف المتألم لذة غنى جاهل لرفض في غير تردد، ولو خير المصلح المجاهد، ينغص عليه قومه، وينغص عليه غير قومه، وينغص عليه بعد نظره، وينغص عليه قوة شعوره ما اختار من حياته بديلا - ذلك لأن آلامه سرى فيها نوع من اللذة لا يدركه إلا العارفون، واصبح يهيم بهذا الألم اللذيذ. ويرى اللذة الصرفة لذة أليمة - وكل ميسر لما خلق له.
أكره من الألم أن يكون ألماً يائسا، فهو يسلم للضعف فالموت، وأحب الألم الأمل فهو أبعث للقوة والحياة.
وتعجبني اللغة العربية إذ اربت في اللفظ بين الألم والأمل، وباعدت بين الألم واليأس، فاللهم لا تحرمني من الألم، ولكن قدر أن يكون ألماً لذيذاً.