لما امتاز به غالباً من حصافة ونضج، ولما ينفق من ماله ويلتزم لها من الحاجيات والمصالح، وكذلك يقول القرآن:(وللرجال عليهن درجة)، يعني للأزواج سلطة ورياسة، ولهم الأمر والنهي بمقتضى ذلك، فما ينبغي أن تأبى الخضوع له، وتتخطى حدودها معه، وعليها أن تمد إليه يد الطاعة، وتستمد الرأي من جانبه، ما دام غير متحيف ولا متجانف، لئلا تُعرّض الحياة بينهما لطوارئ الفساد والانحلال
وخلاصة ما يرجى من الزوجة تحدث بها النبي في إيجاز، إذ قال له سائل: أي النساء خير يا رسول الله؟ فأجابه:(التي تسره إن نظر، وتطيعه إن أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها - أو وماله - بما يكره)
ومن هذا الذي تحدثنا به ورويناه، يتبين للناس ما ينبغي أن يراعوه من نظام الحياة الزوجية، من آداب العشرة بين الزوجين، ولو أن الأمر هنا على ما يقتضيه النظام الإسلامي، لما سمعنا تلك الشكايات الصارخة تتردد على ألسنة الرجال من بعض النساء، وتنحدر بها مدامع النساء من قسوة بعض الرجال، والله يعلم المفسد من المصلح، ويعلم المنصف وغير المنصف
وسيجزي الله الذين أساءوا بما عملوا، وسيجزي الذين أحسنوا بالحسنى