ولما بلغ الثمانين من عمره منحته جامعة أكسفورد درجة دكتوراه في الآداب. وقد منحه إياها السير موريس جوير كبير قضاة الهند في اجتماع خاص عقدته لهذا الغرض جامعة اكسفورد في قرية سانتينكتان بالبنغال. . .
وكان لسير رابندرانات طاغور هيئة وقورة خارقة للعادة، فكان كبير الجسم عظيم الرأس، فضي الشعر قد سال على جانبي رأسه في خصائل كثيفة. وكان جميل الوجه ذا لحية بيضاء طويلة وكان يبدو في أرديته الطويلة الواسعة كأنه أحد الروحانيين
وكان ذا صوت جميل وقوة لا تقاوم في الكلام، وكان كلامه يشع الهدوء والسكينة والخير
ولم ير في معظم الأحوال إلا مع الأطفال سواء أكانوا هنوداً أم بريطانيين أم صينيين أم يابانيين؛ فقد كان الأطفال يخضعون في الحال لقوته الجذابة وحبه لهم.
قصص مسرحية للأطفال
القصص من أنفع الوسائل لتهذيب النفوس، وتلقين الناشئين اللغة الصحيحة، ورياضتهم على البيان؛ ومن الممكن أن تكون عوناً للمدرسين على تدرس الحقائق التاريخية في غير عسر، وطريقاً لإتقان فنَّي الإلقاء والتمثيل، وداعية لتآلف التلاميذ وتقوية أواصر المودة بينهم لما تشتمل عليه من حوار مسرحي يصحبه شيء من الحرية التي تخرج بالتلاميذ عن نطاق التعليم الجاف.
ولقد تلوت مؤلف الأستاذ (محمد يوسف المحجوب) فوجدته مبعثاً لسرور القارئ، شاهداً بفضل المؤلف، ولا شك أنه فتح جديد في تدريس القصص المدرسية؛ فهو مصوغ في أسلوب شعري منسجم النغمات، سهل العبارة، متين النسج، برئ من الغرابة والتعقيد، سليم من المحاورات العنيفة التي تسوق الأطفال سوقاً إلى حب اللجاج والمهاترة.
والقصص مشتملة على أغراض نبيلة، فمنها ما يدعو إلى مكارم الأخلاق كقصة (على البحيرة)، وما يربي العاطفة الوطنية وينمي المعارف التاريخية كقصة (قناطر محمد علي) وقصة (فتح مصر). هذا إلى ما يزيد شوق القارئ ويبعث السرور في نفوس الناشئين من جمال الطبع، والعناية بضبط الحروف، وتجميل القصص بالصور المتقنة التي تربي الخيال والذوق السليم.