١ - طبعة المستشرق دي ساسي الذي كانت طبعته أصلاً من أصول الطبعات المصرية الكثيرة؛ وهي نسخة ملفقة من عدة نسخ
٢ - ثم طبعتي اليازجي وطبارة، وهما ملفقتان من طبعة دي ساسي ومخطوطات ومصورات أخرى
٣ - ثم طبعة شيخو، وهي أول طبعة في اللغة العربية تقدم للقراء نصَّاً كاملاً غير ملفق من كتاب (كليلة ودمنة) وأصلها مخطوط سنة ٧٣٩هـ؛ وقد طبعه شيخو كما هو لم يصحح أغلاطه ولم يوضح غامضه، ليكون أمام المستشرقين صالحاً للمقارنة والنقد
ثم تحدث عن النسخة التي نقلت عنها الطبعة الحديثة، وهي في مكتبة أيا صوفيا باسطنبول كتبت سنة ٦١٨هـ، فهي أقدم من كل المخطوطات التي وصفها المستشرقون، وأقدم من نسخة شيخو المكتوبة سنة ٧٣٩
وهذه النسخة مفعمة بالتحريف والتصحيف والإسقاط وخطأ الرسم؛ وتستطيع أن تعد في النموذج المصور من الصفحة الأولى فقط نحو اثني عشر تحريفاً وتصحيفاً
وهذا يدل على مقدار الجهد الهائل الذي بذله الأستاذ عزام في تحقيق هذه النسخة وتقريبها إلى السلامة
ونحن في هذا الصدد نأخذ على الأستاذ أنه لم يتوخ في هذه الناحية ما يقتضيه النشر العلمي من إثبات الأصل والتنبيه عليه؛ فقد يكون للقارئ وجه في التصحيح غير الذي ارتضى. نعم، إن الأستاذ قد أثبت بعض كلمات الأصل في التعليقات التي ألحقها بالكتاب، لكنها من القلة بحيث لا تغني شيئاً في معرفة أصل الكتاب والوقوف عليه
وأمامنا جهود المستشرقين ناطقة بمدى تقديرهم لهذه الناحية التاريخية الفنية، فلا تكاد تجد كتاباً نشروه إلا وقد أثبتوا أصله أو أصوله إن كان ذا نسخ مختلفة
وكتاب مثل كتابنا هذا، لَبسَ من جلال التاريخ ما لَبس، جدير بما ذكرت من وجوب بيان أصله للرجوع إليه، ووجوب مقارنة نسخه بعضها ببعض
ولغة أبن المقفع في (كليلة ودمنة) لغة عالية، تعلو على المتأدب والأديب أيضاً، فهي محتاجة إلى توضيح وتقييد وبيان. فكان من المستحسن أن يصنع الأستاذ لها شرحاً أو