على حلفة لا أشتم الدهر مسلماً ... ولا خارجاً منِ فيَّ زور كلام
وبعد. فلعلي أتيت الأستاذ الكبير بما يطمئن به قلبه والسلام.
(بني سويف)
محمد محمود رضوان
المدرس بالمدرسة الابتدائية
حول تقرير مراقب التعليم الأولي
كان تقرير الأستاذ مصطفى شكري بك المنشور بعدد ٤٣١ من (الرسالة) بمثابة اعتراف صريح ببراءة المعلم من تبعة إخفاق التعليم الإلزامي، وإلقاء هذه التبعة على كاهل الذين وضعوا أصوله ورسموا فصوله، وأسسوا قواعده، وشرعوا مناهجه! وأهم هذه الحقائق التي وردت في التقرير هي: عدم صلاحية النظام النصف يومي، وعدم كفاية الزمن لدراسة مواد المنهاج، وإرهاق المعلمين بتدريس ٤٨ حصة في الأسبوع، وضآلة المرتبات، وعدم العدالة في الترقيات، وتنازع السلطة بين الوزارة ومجالس المديريات. . .
هذه حقائق لا مراء فيها، ولا يستطيع أحد أن ينكر أثرها في فشل هذا التعليم، كما لا يستطيع أحد أن يحمل المعلم تبعة شيء منها، لأنها ليست من عمله، وقد رفع صوته منادياً بإصلاحها فلم يسمع له أحد قولاً. . .!!
وقد أشار التقرير إلى ضرورة العناية بإعداد المعلم، وعندي أن الوزارة قد أهملت المعلم من ناحيتين:
الأولى عدم استقرار المناهج في مدارس المعلمين، وعدم موافقتها لمقتضى الحال. والثانية إهمال مكتبات المدارس الإلزامية وعدم تزويدها بالكتب النافعة المفيدة التي يمكن للمعلم أن يرجع إليها ويستعين بها على توسيع ثقافته. فليس في مكتبة المدرسة الإلزامية غير مختار الصحاح وتفسير الجلالين!!
أما علوم اللغة والدين والفقه والتاريخ والأدب وغيرها، فليس فيها منها ولا كتاب واحد!