كما طلبت الولايات المتحدة من بريطانيا إعادة فتح طريق بورما، حتى يمكن توصل سيل الإمدادات إلى الصين.
ودأبت الولايات المتحدة على مد روسيا بأدوات الحرب اللازمة حتى تتمكن من تقديم مساعدتها للصين عن طريق روسيا ولتساعد روسيا أيضاً في حربها ضد الدول الديكتاتورية. ولا تألو الولايات المتحدة جهداً في سبيل تلك المساعدة؛ وليس أدل على هذا مما اتخذه الرئيس روزفلت والمستر تشرشل من قرارات في اجتماع المحيط، ووصول مندوب الرئيس روزفلت الخاص إلى مؤتمر الحلفاء بموسكو.
وهناك بعض اقتراحات ترى الولايات المتحدة الأخذ بها إذا جد ما يدعو لها وهي إرسال سفن حربية أمريكية إلى قاعدة سنغافورة وبعض القواعد الأسترالية. ويرى الخبراء الفنيون أن اتخاذ الأساطيل المشتركة لهذه القواعد سيقضي على كل محاولة تقوم بها اليابان للاستيلاء على جزر الهند الشرقية الهولندية إذ أن وجود ثلاثة أساطيل مشتركة - الأمريكي والبريطاني والهولندي - يجعل اليابان في حذر، وخصوصاً وإن على الأسطول الياباني عبء ضرب الحصار على السواحل الصينية وتموين الجيش الياباني بالصين. وإذا ما عملت أمريكا بهذا الاقتراح فإنها ستنقل نقط الدفاع البحرية الرئيسية للولايات المتحدة من جزر هاواي إلى سنغافورة التي تبعد عن هاواي بمقدار ٦. ٠٠٠ ميل، وهذا ولا شك سيسهل مهمة الأسطول الأمريكي في حماية جزر الفليبين واتخاذها قاعدة لإصلاح السفن وتضمن له حماية جزر الهند الشرقية الهولندية.
ولكن تعترض هذا الاقتراح عقبات منها أن ذلك قد يكلف الأمريكيين ثمناً أغلى مما يستفيدونه من هذه الجزر، إذ عليهم أن ينفقوا ملايين الدولارات على أسطول يخوض غمار معارك بحرية تقع على هذا البعد الشاسع من مراكز البحرية الأمريكية الرئيسية في المحيط الهادي.
تلك هي الخطوات التي قطعتها كلتا الدولتين في هذا الصراع وهو كما ترى صراع قد اتصلت أسبابه بالصراع الأوربي، صراع في أجلى معانيه بين الديمقراطية والديكتاتورية.