أشيع في الفارسية وأقرب إلى أساليبها، وقد ذكرتني بالفارسية حين قرأتها، ولعل الذي حفز الأستاذ إلى الجدال في هذه الجمل أنه يرى (ابن المقفع أيقظ من أن يؤثر في بيانه العربي الخالص هجنة فارسية، أو يلتاث في ترجمة هذه اللوثة). ولست أشاركه هذا الرأي، فلا ريب عندي أن أثر الفارسية يظهر أحياناً في أساليب ابن المقفع؛ وهو أمر يحتاج إلى تفصيل وتبيين، وعسى أن تتاح فرصة للكلام فيه.
وبعد، فقد آثرت الإيجاز في الرد على الناقد الأديب توفيراً للوقت وعلماً بأن قليلاً من القراء من يحمل نفسه على تتبع الجدال في جزئيات كهذه.
ثم للأستاذ عبد السلام الشكر بما قرأ وبحث ودقق ونقد. وقد دل نقده على علم وأدب، نسأل الله له منهما المزيد، كما نسأله أن يهدينا إلى السداد في الرأي والقول، وهو حسبنا ونعم الوكيل.