للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العرب بغض النظر عن اختلاف الدين

إن صدري ليضيق بالخلاف الذي يقع من غير موجب، وأنا أدعو إلى تقديس الفكرة التي تقول بأن (الخال والد) والعرب صاهروا أكثر الشعوب، ونقلوا إلى سلالاتهم كثيراً من الخصائص بفضل التسامح في العصبية الجنسية، فكيف نخرج على تقاليد أولئك الأسلاف، بل كيف نخرج على أدب الرسول؟

العروبة لغة لا جنس

ولي من هذا الرأي هدف لا يخفى على إخواني في جميع البلاد العربية، وسأجاهد في تأييد هذا الرأي بما أملك من الوسائل والأساليب، إلى أن يصبح من البديهيات

ويسرني أن أسجل أني لا أقول وحدي بهذا الرأي، فهو اليوم شريعة أدبية لجميع المتكلمين باللغة العربية على اختلاف الأجناس، وسترون كيف يصبح هذا الرأي من العقائد بعد قليل من الزمان

زكي مبارك

الخباز

من المآخذ التي أخذها الأستاذ عبد السلام هارون على كليلة ودمنة ما جاء في ص١١٥ س١٣ (رأس الخنازير وسيد الخنازير) قال: (عندي أنها رأس الخبازين وسيد الخبازين) واستدل ببعض النسخ

ولكن محقق الكتاب الفاضل الدكتور عبد الوهاب عزام لم يرتض هذا الرأي فرد عليه في العدد ٤٣٤ من الرسالة قال: (وأرى أن الخنازير أقرب إلى الصواب، لأن دمنة وصف هذا الرئيس بصفات الخنازير، وليس في وصفه بأنه صاحب المائدة ما يجعله خبازاً الخ.)

قلت: ظاهر عبارة الدكتور الأخيرة (وليس في وصفه الخ.) أن الخباز غير صاحب المائدة، وأن هذا من الأسباب التي يستبعد لها أن يكون المقصود خبازاً

وقد أوقع الدكتور الفاضل في هذا فهمُه (الخباز) بمعنى صانع الخبز، وهو كذلك، ولكن للخباز معنى آخر ورد كثيراً في كتب الجاحظ والمسعودي، ولعله كان على عهد ابن المقفع. وهو استعماله بمعنى (خادم المائدة) أي ما نسميه الآن (السفرجي)، ولعله يقوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>