للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فالصينية والكرسي يكونان السفرة (أنظر شكل ٣٧) وتوضع على الصينية أرغفة الخبز المستديرة التي سبق وصفها، كاملة أو مقطعة أنصافاً. ويصف معها حول الصينية أنصاف من الليمون لتعصر على المأكولات التي قد تحتاج إلى الحامض، وملعقة من خشب البقس أو الأبنوس أو الباغة لكل آكل. وكثيراً ما يستعمل الخبز بدل الصحون. وبعد ذلك توضع أطباق اللحوم والخضر على اختلاف أنواعها، جميعها مرة واحدة مرة واحدة تبعاً للعادة المصرية أو طبقاً طبقاً حسب الطريقة التركية. وهذه الأطباق تكون من النحاس المبيض أو الخزف.

ويجلس الآكلون على الأرض حول الصينية وعلى ركبتي كل منهم فوطته. أما إذا وضعت الصينية بجانب ديوان منخفض فيجلس البعض على الديوان والآخرون على الأرض. ولكن عندما يكثر العدد توضع الصينية في وسط الغرفة ويجلس الجميع حولها واضعين إحدى ركبتيهم على الأرض والأخرى (اليمنى) قائمة. وهذا هو الوضع المستحسن أثناء تناول الطعام (أنظر شكل ٣٨) وبهذه الطريقة يستطيع اثنا عشر شخصاً أن يجلسوا حول صينية سعتها ثلاث أقدام. ويشمر كل شخص عن ذراعه اليمنى حتى الكوع أو ما تدلى من كمه. وقبل أن يشرع أحد في الأكل يسمى باسم الله بصوت منخفض ظاهر ويبدأ رب الدار بالبسملة. ويعتبر هذا ملاطفة منه ودعوة إلى المدعوين لتناول الطعام. وعلى من يقال له بسم الله أو تفضل أن يقول إذا رفض الدعوة (هنيئاً) أو ما شابه ذلك. وقد يكون ذلك أيضاً خشية شر العين إذا وقعت على الأكل. ويقولون في هذا: (لا بركة في الطعام إذا اشتهى). إلا أن الإلحاح الذي يدعو به المصرّي الأجنبيّ إلى مشاركته الطعام يبين أن الذوق السليم وواجب الضيافة يحتمان عليه قول البسملة. ويبدأ بالأكل رب الدار ثم يتلوه الضيوف مباشرة.

والمصريون لا يستعلمون السكين ولا الشوكة، وإنما يستعملون بدلاً منهما الإبهام وإصبعين من اليمنى. وتستعمل الملاعق لتناول الحساء أو الأرز أو غيرهما من الأصناف التي لا يسهل تناولها بدونها. وقد تستخدم اليدان معاً في أحوال سأذكرها الآن. وفي حالة ما توضع الأطباق جميعها مرة واحدة يغترف كل واحد من أي صنف يشتهيه أو من جميع الأصناف على التعاقب. وعندما يقدم الطعام طبقاً طبقاً يتناول الواحد من الطبق بعضه ثم سرعان ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>