للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العربية؛ فقد نسمع بعد قليل أن وزراء المعارف في الشام والعراق والمغرب والحجاز قرروا نشر ما اندثر عندهم من معالم الأدب الحديث، وعندئذ تقترب هذه الشعوب بعضها من بعض، وتضيع مآرب الباغين العادين من خصوم لغة القرآن)

وإنما أعدت هذه الفقرة من مقال نشرته قبل سنين لأني أجد فيها دعوة يجب أن تجدد في كل يوم، فما تزال الحكومات العربية قليلة الالتفات إلى أهمية الأدب الحديث، وما يزال في الدنيا أقوام يرون الأدب الجديد أقل قيمة من الأدب القديم، مع أن أدبنا في أكثر نواحيه أعظم حيوية من أدب القدماء، وهو يصور ما نحن عليه من قوة وضعف، وإيمان وارتياب

شرح ديوان حافظ

شرح هذا الديوان ثلاثة من أهل الأدب، هم الأساتذة: أحمد أمين، وأحمد الزين، وإبراهيم الإبياري. وقد نص الأستاذ أحمد أمين في المقدمة على أن هذا الشرح أُريد به ثابتة الأدب وناشئة الشعر، ولم يُرَد به الخاصة والمنتهون

ومعنى هذا الكلام أنهم قد يوضحون ما لا يحتاج إلى توضيح رعاية لإفهام المبتدئين

وكان الأمر كما قالوا في المواطن التي تسعفهم فيها المعجمات، كأن يقولوا إن السدة هي الباب، والشجون هي الأشواق

أما إذا احتاج للشرح إلى بحث فالمبتدئون في حكم المنتهين، ولا موجب للعناء!

ومن أمثلة ذلك:

١ - وردت في شعر حافظ كلمة (آذار) فقال الشارحون: (شهر من شهور السنة المسيحية معروف)

فهل في الحق أن المبتدئين من شبان مصر يعرفون آذار؟ كان الواجب أن ينص على أن (آذار) هو شهر (مارس)

والقول بأن آذار من شهور السنة المسيحية خطأ في التاريخ؛ والصواب أن يقال من شهور السنة الشمسية، فقد عرف التقويم الشمسي قبل المسيح بأزمان طوال

ونحن اليوم نقول سنة قمرية وسنة شمسية أما أسلافنا من العرب فكانوا يقولون: سنة هلالية وسنة خراجية

٢ - ورد في شعر حافظ اسم (مائي) فقال الشارحون: (هو صاحب مذهب المانوية

<<  <  ج:
ص:  >  >>