١٤ - والأخبار الأدبية المتصلة بقصائد حافظ لم تأخذ حقها من البيان، وستصير هذه الأخبار من المنسيات بعد حين، فكان من الواجب أن تسجل قبل أن تضيع، فإن لها أهمية في توضيح مرامي ذلك الشاعر العرَّيض.
١٥ - وسكت الشارحون عمن سيفهم إلى شرح (القصيدة العمرية)، وقد شُرحتْ مرتين: شرحها المرحوم محمد بك الخضري، وشرحها المرحوم مصطفى بك الدمياطي، والنص على مثل هذا واجب في الطبعات العلمية. وكان يجب أيضاً أن يُنص على تأثير هذه القصيدة في الشعر الحديث، فعلى غرارها صاغ الشيخ محمد عبد المطلب (القصيدة العلوية)، وصاغ الشاعر عبد الحليم المصري قصيدته في الجد الأكبر للملك فؤاد، وكان لتلك القصائد رنين في المحافل الأدبية، وقد تكون مصدر الوحي للشاعر أحمد محرم في (الإلياذة الإسلامية).
درس الديوان
المقرر للمسابقة هو الجزء الأول، ولكن النظر في الجزء الثاني ينفع، لأنه يكمل صورة حافظ الشعرية
وفي الجزء الأول مقدمة كتبها الأستاذ أحمد بك أمين، وهي مقدمة وافية، ومراجعتها بعناية تعين الطلبة على اجتياز الامتحان
ونقدم التوجيهات الآتية:
أولاً - جاء في الجزء الأول أشعار تصور أشجان حافظ حين كان في السودان، فيجب الرجوع إلى ما يتصل بهذه الناحية في الجزء الثاني
ومع هذا لا يستطيع الطلبة تصور محنة حافظ بأيامه في السودان، إلا إن نظروا في كتاب (ليالي سطيح)؛ والرجوع إلى هذا الكتاب مفيد جداً؛ ففيه صفحات هي أقوى وأجمل من كل ما هتف به حافظ في دنياه؛ وقد تكون أعظم ما أُِثر من الثورة على الاستبداد
وكان حافظ يحفظ (ليالي سطيح) عن ظهر قلب، كما يحفظ قصائد الجياد، ومن لم ير حافظ في (ليالي سطيح) فهو عن أدبه من الغافلين
ثانياً - حافظ كثير الكلام عما عرف من الرجال، فديوانه ليس إلا صوراً جميلة أو دميمة لخلائق من أتصل بهم من قرب أو من بُعد، ولهذا تقل في شعره التأملات النفسية، لأنه