وثبة إنسانية إلا في أندر الأحيان، وأشعاره في مآسي بعض الأمم الشرقية أو الغربية لم تكن إلا صدى للعواطف المصرية في ذلك الحين، وهي في الأغلب عواطف تخلقها الجرائد والمجلات
المحدث حافظ إبراهيم
نقول في شعر حافظ وفي نثره ما نشاء، ونتجنى عليه كما نريد؛ أما حافظ المحدث فهو أديب لم تر مثله أندية الأدب منذ أجيال طوال
وما ظنكم برجل كان الزعيم سعد زغلول يتشهى حديثه كما يتشهى عودة الشباب؟
لا أذكر أني رأيت رجلاً في مثل ظرف حافظ، ولا أكاد أصدق أن الدنيا ستسمح بأن يكون له ضريب أو مثيل
سألت أستاذي الشيخ (رنيه دوميك) عن أهم خصائص أناطول فرانس فأجاب:
,
ولو أن شاعرنا حافظ كان يكتب كما كان يتكلم لكان سحره في اللغة العربية شبيهاً بسحر أناطول فرانس في اللغة الفرنسية
وبراعة حافظ في الحديث هي التي قضت بأن ينتصر عليه غريمه شوقي. . . كان حافظ يتحدث ويتحدث إلى أن تنفد قواه فلا تبقى له قدرة على الغناء؛ وكان شوقي يصمت ويصمت ليستجم فتبقى له القدرة على السجع والهُتاف. والقوى الإنسانية لها حدود، وإلا فكيف جاز أن يكون المدرسون أعجز الناس عن الشعر والخطابة والتأليف؟
ألا يرجع ذلك إلى أنهم يضيعون نشاطهم في الدرس، فلا تبقى لهم عافية يساورون بها تلك المواهب الأدبية؟
أراد حافظ أن يمتع أهل زمانه فأضاعوه. كان زينة الأندية والمحافل، وكان حديثه أشهى من وعد الحبيب بعد طول الجفاء، وأطيب من اندحار الرقيب، وأشهى إلى النفس من الانتصار على السفهاء، إن كان الانتصار على السفهاء من الممكنات!
عليك - يا حافظ - تحية الشعر والنثر والحديث
وإلى روحك في عالم الخلود، نقدم آيات الثناء، يا حجتنا الباقية على أن مصر مهد الروح المتوهج والقلب الخفاق