وإن من آداب الإسلام العائلية لما يذهب إلى أبعد من هذه الحدود، فقد روى أنه جاءت إلى عمر بن الخطاب امرأة قالت: إن زوجي يقوم الليل ويصوم النهار. فقال لها عمر: لقد أحسنت الثناء على زوجك! فقال كعب بن سوار الجالس بجواره: بل لقد شكته! تزعم أن ليس لها من وقت زوجها نصيب. قال عمر: فإذا قد فهمت ذلك فاقض بينهما - فقضى. ولو تدبرنا هذه الفئة الإسلامية العابرة لوجدناها ترمز إلى إشكال عريق في حياة المرأة ومصدر سوء تفاهم مزمن في حياة كثير من الأسر!
وإذا كان المصلحون الاجتماعيون في أوربا وأمريكا لم يهتدوا إلى الطريق الأمثل لفض المنازعات الزوجية إلا في القرن الحالي، فقد أشار الإسلام إلى ذلك في القرن السابع. فقد قال سيدنا عمر بن الخطاب مخاطباً الأزواج:(إذا لم يفد المرأة الوعظ والهجر والضرب (ولن يضرب خياركم - وفي هذا المعنى الحضر لشيء أباحه الله لضرورة قاسية بشروط حتى لا يساء استعماله) عمد الرجل إلى التحكيم، وهو أن يؤلف (مجلساً) من أهله وأهلها فيعرض كل من الزوجين ما يشكوه من الآخر، فإن تمرد المحكوم عليه منهما فرقوا بينهما بالطلاق وهو آخر أنواع من التأديب)