للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو فانْتَظِرْ بَعدُ مني ... فَتى يسًّمى ويذبح

ظبي يروح ويَغْدُو ... في شائكات السُّهوب

ويأمنُ الليثُ يَعدو ... أأنت ذاك اللعوب؟

سأستبيحُ احْتِبَالكْ ... إن ثارَ شوقي إليك

سأستجيزُ اغتيالك ... إن طال خوفي عليك

بيني وبين اقتناصِكْ ... صُبَابةُ من حَيَاءْ

فاسلُكْ سبيل خلاصِكْ ... إن اشتهيتَ البقاء

إن كنتَ تنُكِرُ جهلاً ... فَتْكَ القلوب الجوارحْ

فسوف أسقيك سَجْلاً ... يُدمى عيونَ النوائح

لا، لن تكونَ لغَيِرِي ... والله، لا، لن تكونْ

وكيف يا وَحْيَ شِعري ... أهابُ فيك المَنُون

أضلُّ حُّبك قلبي ... والحبُ كالنُّور يهدي

أكان عندكَ ذنبي ... أني وفيتُ بعهدي؟

لولا التقَى لجعلتُكْ ... تسبيحهً في الصلاة

ألا تراني أصرتُكْ ... تغريدةً في الحياةْ

أدوسُ جَمْرَ الجحيمْ ... عند ارتياد جمالكْ

فأين روضُ النعيمْ ... عند استياف وصالك

لَحنُ كلحِن الرحيقْ ... في الكأس، ذاك بغامك

فهل تراني أفِيقْ ... ومن شرابي كلامُكْ؟

خدًّاكَ خَّداكَ، آهاً ... من الجمال الفصيحْ!

عيناكَ عيناكَ، واهاً ... من الفُتُون الجريح!

لم يُؤذني بُخْلُ لفظِكْ ... في جَهْرِه واُلْخُفوتْ

عرفتُ من وْحي لحِظكْ ... أن الهوَى لا يموتْ

لو قيلَ يومَ احتضاري ... هذا شقيقُ الفؤادْ

لأشرقتْ بك داري ... وكان يوم المَعاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>