واختلاف الروايات على هذا النمط - مضافاً إليه وجه الضعف الذي ذكرت يعوز رواية ابن كثير إلى مرجح. فلسنا نستطيع إذن أن نقطع بها إلا بهذا المرجح المنشور
وبعد. . . فقد رجا الأديب محي الدين أن تكون هذه الرواية قد حلت ما بيننا من ألغاز النحو وأحاجيه، وأقول أن القضية قد خرجت من كلمة (عبر) صحيحة كانت أو فاسدة، إلى قضية نحوية أخرى جديرة بالبحث والتمحيص، قلت وقال فيها الأستاذ أ. ع وليس من مصلحة اللغة أن يبتر الكلام فيها. . . هي قضية المصدر الذي يقع حالاً. وإن لي في هذا الموضوع بحثاً للاجتهاد فيه نصيب كبير أرجو أن أوفق إلى عرضه إن اتسع صدر الرسالة لمثل هذه البحوث وإنه لكذلك إن شاء الله
محمد محمود رضوان
رسالة المعلم الإلزامي وكيف ينبغي أن تكون
أبنا في كلمتنا السابقة عما يجب أن يكون عليه المعلم الإلزامي ووعدنا القارئ الكريم أن نجيب على تلك الأسئلة التي طالما جهر بها المشفقون على الأمة عن رسالة المعلم الإلزامي وهل يقدرها المعلم؟ وهل أداها على الوجه المرضي؟ وإذا لم يكن فلماذا.
إما أن المعلم يعرف رسالته فهذا ما لا سبيل إلى جحوده، وإما أنه أداها على الوجه الأكمل فهذه مسألة فيها نظر. . .
قام المعلم بعمله على قدر ما وسعه جهده، ولكنه ارتطم بعوامل قوية حدت من عمله، وأضعفت من معنويته، وكان من أهم تلك العوامل.
١ - أن وضع نظام (التعليم الإلزامي) لم يكن الوضع الطبيعي لمسايرة حاجة المجتمع فلم يحدد له هدف، ولم يرسم له خطة فنظام (نصف اليوم) وتخبط الوزارة في خطط الدراسة والمقررات وعدم الاستعانة بعنصر المعلم الإلزامي فيما يعتروها من مشاكل جعلته يمش حبواً.
٢ - عدم تقدير المعلم، لا من الحكومة ولا من الشعب، والحكومة وضعت العراقيل في طريقه ولم توفر له وسائل العمل، والشعب نفسه لم يتهيأ لأن يهضم هذا النوع من التعليم، ونظر إليه نظرة المتشكك الوجل - وكان الناس في هذا فريقين: فريق الأغنياء، وقد خشوا