للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويعجز عن صوم رمضان، لسَقَم أو هَرم، فيفطِر ويطعم كل يوم مسكيناً.

ويفطِر عامداً في رمضان من غير علة، فيطعم ستين فقيراً أو يفك رقبة.

ويخل الحاج بشرط من شروط الحج فيكفر عنه بِذَبحٍ يقدمه للمساكين.

ويتجرد عن المخيط فإذا لبس شيئاً منه لزمته الفدية.

ويُرزق الرجل غلاماً فيعُّق عنه بذبيحة يطعمها الفقراء يوم أسبوعه.

ويقبل عيد الصوم أو عيد الحج فيجب على الأغنياء أن يرفهوا عن الفقراء بزكاة الفطر أو بلحوم الأضاحي.

وينذر المسلم لله نذراً فيوجب الدين عليه أن يفي به براً بالفقراء وعوناً للمساكين.

ويعجز الرجل عن تكاليف العيش فيوجب الدين على من يرثه بعد موته أن ينفق عليه! فينفق الابن على الأب، والأب على الأبن، والأخ على الأخ، والزوج على الزوج، عملاً بالقاعدة الإسلامية الحكيمة: (الغُرم بالغُنم). ولقد رأى الفاروق عمر بن الخطاب يهودياً لا يقدر على شيء، فوقف به ثم قال له: ما أنصفناك أيها الذمي! أخذنا منك الجزية في قوتّك، فيجب أن لا نضيعك في ضعفك. ثم أجرى عليه من بيت المال ما يمسك نفسه.

وجاءت الشريعة بالوصية لمن حضره الموت: يوصى بثلث ماله لوجوه البر فضلاً عن الوصية للوالدين والأقربين.

ونوهت السُّنة بالصدقة الجارية، فكان بركة من بركات الرسول الكريم على المرضى والزَّمْنَي وذوي الخصاصة وأبناء السبيل وطلاب العلم وحجاج البيت، بما يوقف عليهم أولو الفضل والسعة من المستشفيات والملاجئ والخانات والزوايا والأربطة والمدارس والمساجد والمكاتب. وكفى شهيداً على أثر (الصدقة الجارية) في علاج الفقر وإشاعة البر، أن تحصى الأوقاف في الأقطار الإسلامية؛ ثم ننظر فيما حبست عليه من وسائل الإصلاح ووجوه الخير؛ ثم نحكم على ما قدمت لذوي الحاجات والعاهات من إحسان لا يغبُّ وإسعاف لا يغيب.

كل أولئك إلى ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله من الحث على الإنفاق في سبيل الله، والترغيب فيما عند الله من حسن المثوبة، بفنون من القول الرائع والتشبيه المحكم.

كذلك عالج الإسلام الفقر من طريق آخر غير طريق الزكاة والصدقات والكفارة: عالجه من

<<  <  ج:
ص:  >  >>