للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إبليس - ولكني لا أموت ولا أذهب إلى الفناء. . . لأني سلطان الأرض وروح الأرض. . . ولن أترك الأرض ما بقيت دودة تسعى في الأرض!

عزرائيل - ابق ما شئت في الأرض، ولكنك لن تقوى على دحر أعدائك. . .

إبليس - عجباً لك! أو لم تر كيف أني في لحظة استطعت أن أغير معنى الدين الذي قضى محمد حياته كلها في تجليته وإظهاره وتوضيحه. . .؟ ألم يذكر محمد قومه في كل وقت أنه بشر يوحى إليه. . . وأنه يحيا ويموت كبقية الناس. . . وأن دينه هو دين الحياة. . . الذي يحل للناس كل وسائل العيش الصالح على هذه الأرض. . . وما دام دينه دين الحياة والفطرة والمنطق البشري. . . فلا ينبغي أن يؤلهه الناس كما ألهو المسيح، ولا أن ينكروا إمكان موته كما فعلوا مع المسيح. . . أليس هذا معنى دينه؟

فكيف إذن بدل الناس الآن المعنى وانقلبوا يسيرون نحو فكرة التأليه؟. . .

عزرائيل - إنهم لن يغيروا شيئاً. . . ولئن وقع في نفسك شيء من كلام عمر بن الخطاب، فهو لا ريب قد قال خوفاً من الردة!

إبليس - ولماذا يخشى ارتداد الناس عن الدين بموت محمد. . . إنهم إذن كانوا يعبدون محمداً!

عزرائيل - اللهم ألقي نورك في صدور الناس!

إبليس - هيهات! إن ما تسميه (وسوستي) قد استقر الساعة في صدور الناس. . .

عزرائيل - خسأت أيها الخاسر. . . أنظر. . . أنظر. . .

إبليس - ماذا؟ من هذا؟

عزرائيل - هذا أبو بكر يقوم في الناس. . . أصغ إليه. . .

(أبو بكر ينهض في الناس صائحاً)

أبو بكر - أيها الناس. . . أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمداً فإن محمداً قد مات. . . ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت!

عزرائيل - وا فرحتاه. . . أسمعت؟

إبليس -؟؟؟

عزرائيل - أنظر أيضاً. . . أنظر. . . هذا العباس يريد أن يقول شيئاً. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>