للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المحسوس، ويبتني على هذا الأصل القول بوجود الخالق المدبر، والروح الإنسانية، والإلهامات الحيوانية، والإبداعات التكوينية، والوحي وخلود الإنسان في عالم الأرواح لمجردة، الخ الخ. والعلم ينكر كل ذلك، وبعده من الخيالات التصورية، ويقرر أن المادة قديمة، وإن كل ما صدر في عالمها حتي القوى العقلية، والروح الإنسانية، إنما صدر بواسطة النواميس الطبيعية، الملازمة للذرة المادية على سبيل التدريج والتطورات المتعاقبة

تورط العلم أخيراً في بحثه الجديد عن عالم ما فوق الطبيعة على أسلوبه المعروف من التجربة والتمحيص وبدا لألوف مؤلفة من رجاله بصيص من نوره فأثبتوا نتائج تجاربهم وحداناً وجماعات في مؤلفات ومحاضر، قال عنها فيلسوف أمريكا الكبير (وليم جيمس) أستاذ جامعة (هارفارد) بالولايات المتحدة في كتابه (إرادة بصفحة ٣١٣ من ترجمته الفرنسية

(إذا صدقنا الجرائد وأوهام الصالونات خيل لنا أن الضعف العقلي وسرعة التصديق هما الرباط المعنوي الجامع بين أعضاء هذه الجمعية (يريد جمعية المباحث النفسية الإنجليزية)، وأن حب العجائب هو العامل المحرك لها، ومع هذا فيكفي أن تلقي نظرة واحدة على أعضائها لدحض هذه التهمة؛ فإن رئيس هذه الجمعية هو الأستاذ (سدجوك) المعروف بأنه أشد الناس شكيمة في النقد، وأعصاهم قياداً في الشك في جميع البلاد الإنجليزية، ووكيلاها المستر أرثر بلفور (أحد رؤساء الوزارات الإنجليزية وعالم مشهور)، والأستاذ ج ب لنجلي. ويمكن التنويه من أعضائها العاملين بالأستاذ ريشية الفيزيولوجي المشهور، وتشمل قائمة أعضائها رجالاً كثيرين آخرين كفاءتهم العلمية أشهر من أن تذكر. فإذا طلب إلى أن أعين جريدة علمية تكون مصادر أغلاطها ممحصة بأدق الأساليب، فإني أنوه بمحاضر جمعية المباحث النفسية، فإن الفصول الفيزيولوجية التي تنشرها الجرائد الخاصة بهذا العلم، لا تبلغ في دقة النقد هذه المحاضر المذكورة) اهـ

لما حدث هذا التطور العلمي الخطير، مال رجال من كبار العلماء إلى النظر في النتائج التي تؤيد الدين منها، وما زالت عقدة النزاع بين العلم والدين هي وجود أو عدم وجود العالم الروحاني، فإن هذه العقدة تحل إذا ثبت صحة وجود هذا العالم بدليل محسوس. قال العلامة (هـ. و. بيرس) المدرس بجامعة كمبردج في كتابه (الشخصية الإنسانية) في

<<  <  ج:
ص:  >  >>