فالأب يقتل نفوس أبنائه، والزوج نفس زوجه، والمعلم نفوس المتعلمين، والرئيس نفوس المرؤوسين، وهكذا اصبح كل من له رعاية يستبد فيها بالآخرين ويسيء حكمهم ويقتل فيهم روح القوة والرجولة
أيها المسلمون:
إذا أردتم أن تساهموا في بناء المدينة الحاضرة فإني أوصيكم بواحدة: أن تبقوا على رجولتكم وشجاعتكم وذلك بأن تعدلوا في سياستكم وتحسنوا في رعايتكم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع على أولاده، والرئيس راع على مرءوسيه، والحاكم على محكوميه، والمعلم على تلامذته. عليكم بالرفق في معاملتكم، والإحسان في سياسة من تلون أمورهم، والمحافظة على كرامتهم كما تحافظون على كرامة أنفسكم. ولتكن آثر الحكومات لديكم أرفقها بكم، وآثر الرؤساء عندكم أعدلهم فيكم، وأحبَّ الناس إليكم من يحافظ على كرامتكم ومن يعمل على أن تكون نفوسكم قوية وأخلاقكم فتية. وليكن أبغض الناس لديكم من يعمل على أن تكون نفوسكم مهينة وأخلاقهم خائرة ضعيفة، واجعلوا صديقكم من الكتاب من ينصحكم ويسمو بكم إلى آفاق الفضيلة والكمال، واجعلوا عدوكم منهم من يغشكم ويستغل غرائزكم الحيوانية، ومن يقول لكم ويقول ثم لا تأخذون مما يقول روحاً سامية، ولا تستفيدون منه سمواً خلقياً
ويومئذ تجرءون على كلمة الحق فتنقدون الأنظمة الفاسدة، والتقاليد البالية والأوضاع الضارة. ويومئذ تنتقلون من فساد إلى صلاح، ومن ضعف إلى قوة، في جميع شؤونكم وفي جميع مرافق الحياة فيكم
ويومئذ تيسرون مع ركب الإنسانية للعمل لخير الإنسانية، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله