للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- بورك فيها. . . وماذا بعد ذلك يا (وانسوس)؟

- وإن وهب بن الأصفر وشاكرين أبي الأسمط يستحثانك على السفر، إن المراكب معد وهم في انتظارك

وكانا قد تلغا بهواً تتوسطه نافورة وقد نثرت بجوار حيطانه وسائد عريضة؛ فوقف الأمير أمام النافورة يتأمل المياه ويداه مثنيتان على صدره وقال:

- وأهل الأندلس؟

- يرحبون بمقدمك لتنقذهم من أميرها يوسف بن عبد الرحمن الفهري. هناك أبناء عمومتك يا مولاي ومعهم أنصارهم الأقوياء ثم لا تنس القبائل اليمنية

- هذه حطمتها قوات الفهري

- بل ما زالت محتفظة برجالها الأقوياء

- إن الحروب الأهلية يا (وانسوس) قد نهكت الأندلس، وعمها القحط وجلا كثير من أهلها عنها، فإذا أردنا أن نستعجل النصر فلنعتمد على الذهب نكسب به الأنصار

ودخلتْ في تلك اللحظة (تكفات) زوجة (وانسوس) وكانت امرأة بدينة تلبس إزاراً واسعاً، دخلت في عجلة واضطراب وهي مكفهرة الوجه وقالت:

- بينما كنت على السطح في مكاني المخصص للمراقبة أبصرت رهطاً من الرجال مقبلين في سرعة وتلصص نحو الدار، فما شككت أنهم من رجال ابن حبيب

فتغضن وجه الأمير وقال بصوت أجش:

- لقد وشي بي الواشون

وهرع وانسوس إلى البرج ليستعلم الخبر ثم عاد مضطرباً وهو يقول:

- عجل يا مولاي بالهرب

وجرى الاثنان نحو البرج، ولكن ما كادا يطلان منه حتى عادا أدراجهما والأمير يتمم:

- لقد أحاطوا بالدار

وسمعت في هذه اللحظة جلبه عالية في الخارج فيها وعيد وتهديد وطرح الأمير عبد الرحمن عباءته واستل سيفه ووقف وقفة الجبار ناظراً إلى باب البهو وقد انطبع على محياه المهيب عزم رهيب وقال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>