بالقوة يدعهم بها حقه ويديمه
ومن مزايا الحق أن الاعتقاد بيقينه يجعل من الضعف قوة، كما يزيد القوة قوى
ومن ذلك كان نصر الحق بالثبات عليه والجهاد له
ورسول الإسلام لم يكن ينقصه الحق ولا مزاياه؛ وإنما هي القوة. . . لذلك كان يعمل لها بعد أن تأكد من يقين حقه، وكذلك كان من معه
وهكذا كان ثبات النبي مضرباً للأمثال
فكمُ هدد، وأوذي، ورغَّب؛ فلم يجبن ولم يرجع عن جهاده. بل كان يثور للحق ويثير في نفوس أنصاره الروح النقية القوية، والعقيدة الصحيحة بأن القوة أولى بها أن تكون للحق، وأن الحق لا بد له من القوة ما دام الباطل يستعين بها فلما فاز الرسول بالقوة، ظهر على أعدائه حقه
وهكذا كان حال السابقين من أهل الدعوات، فما تمكن دين المسيح عليه السلام إلا بعد أن دان له الإمبراطور قسطنطين العظيم، فدعمته قوة السلطان
وما كان زاهيا زاهراً دين موسى عليه السلام إلا لما كان السلطان لبني إسرائيل؛ فلما شالت نعامتهم ذهبت ريحهم
على أننا لا نقصد بالقول أن نحط نمن قيمة الحق، وأن نرفع من القوة، ولكننا نقرر مركز كل منهما من الآخر، ذلك المركز الذي توجبه جِبِلَّة البشر وطبيعة الإنسان، تلك الطبيعة التي فطر عليها من أن يَملَّ المعنويات ويعظمَ المحسوس
إن هذه الجبلة الآدمية هي التي تدفع بالحق يسعى وراء استخلاص القوة لنفسه، وإنه لعمل محمود
ليس في السعي وراء القوة عيب، إذ القوة أظهر مظاهر المحسوس، وهي لسان الإنسان الفصيح وبيانه المفهوم، وهي الواسطة القوية لنشر الفضيلة المطوية، كما أنها ترفع الباطل إن ظفر بها مختلساً
وسلامٌ على الحق إذا لم تؤيده القوة
وسلاٌم على القوة إذا لم تؤيد الحق
ليس في استعانة الق بالقوة تقليل من قوته أو حط من قدره. فالقوة وسيلة الطبيعة للبقاء،