للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

السَّأم. وأنت، أفيغبى على امرئ في مثل عقلك أن يجعل من مفقودٍ يحبه رجاءً يستمسك به؟ أنظرها يا ابن أبي عتيق بين عينيك، ولا تدع البدن الراحل يغلبُك على ما يحركُ من روحها. إنك بعينها ما عشت، فلا تحسبنَّ أحزانك التي تبتغي أن تنسلّب بها في حياتك، تجعلها تنظر إليك راضية مطمئنة

لا تشكّنَّ يا أبن أخي، فوالله إن الجسد ليذهب إلى البلى، وإن الرُّوح ليخلد، فما ترضى من يحبُّك بأمثل من أن تكون في غيْبهِ ما كنت في محضَره: (إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول ما يغضب ربنا) وصدق رسول الله. وما ذلك إلا أن نقصر الحزن، وأن نجعل أقوالنا وأفعالنا مرضاة لمن نحب وطاعة. ولا تستطيلنَّ ما بين الحي والميت؛ فإنما هي ساعات قلت وإن أطلت لها. يا أبا محمد أرض ربك وأرض صاحبتك، واجهد أن تكون كما أحبت لك، فإنك عن قليل تلقاها، فلا يلقها منك إلا ما تعرفه دون ما تنكره. . .

محمود محمد شاكر

<<  <  ج:
ص:  >  >>