للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بقيت كلمة أخيرة تخطر بالبال كلما انتهى العام وبدأ آخر: هي أنه كما يقول حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي رضوان الله عليه: ترى التجار يحاسب الواحد منهم نفسه في شهر أو عام ليعرف كسبه من خسرانه؛ فإن كان الأول حمد الله واستزاده منه، وإن كان الآخر بحث الأسباب ليتلافاها فلا يقع فيها مرة أخرى؛ إذا كان هذا عادة التجار، مع أن الخسارة أو الكسب لن يكون إلا شيئاً من حطام هذه الدنيا، فكيف يليق بالعاقل ألا يحاسب نفسه كل ليلة ساعة يأوي لفراشه على ما عمل سحابة نهاره!

لست أطمع في الوفاء بما يطلب الغزالي من حساب المرء نفسه كل ليلة، وغاية الذي أرجو أن يكون الحساب آخر كل عام؛ حتى نستقبل العام الجديد بنفوس راضية تائبة عازمة على أن تكون فيه خيراً منها في العام الذي انتهى. هدانا الله إلى الصراط المستقيم؛ وجعلنا من الذين إن تقلد الواحد منهم عملاً سواه، وإن رأى ضالاً هداه، وإن آنس أوداً ثقفه. إنه المستعان

محمد يوسف موسى

المدرس بكلية أصول الدين

<<  <  ج:
ص:  >  >>