للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جدد بذلك ما كان قد بدأ به محمد ابن إسماعيل المعروف بالحكيم، وعبد الرحمن بن إسماعيل بن زيد المعروف بالإقلقدي، وهو صاحب تأليف مشهور لدى أهل الأندلس في اختصار الكتب الثمانية في المنطق، وعلي بن أحمد بن حزم وكان من أهم أركان هذه الحركة في الأندلس فقد انصرف هذا العالم هو وابنه من بعده خاصة إلى المنطق دون سائر الفلسفة إلا أن هذه الحركة لم تكن مستقلة كتلك الحركة التي ظهرت في الشرق ولم تكن قوية. كان عماد منطق أهل الأندلس على منطق أهل العراق وعلى الأخص منطق السجستاني ومنطق متي ابن يونس والفارابي وأمثالهم من زعماء هذه الزمرة

حاول علماء الشرق أن يرفعوا المنطق إلى مصارف علم الفراسة أو علم النفس، حاولوا أن يستدلوا به على معرفة دخائل أمور الفرد وطراز تفكيره، وحاولوا أن يجعلوه سلاحاً ماضياً بأيديهم يسكتون به الخصم، حتى أطلق عليه الرئيس الفيلسوف ابن سينا (علم الفراسة) في رسالته (قصة حي بن يقظان). أما أهل الغرب فكانوا يرون فيه - وعلى الأخص رجال الحكم والسياسة - شيئاً لا يليق بأهل التقي والدين

جواد علي

<<  <  ج:
ص:  >  >>