يد لدجلة عندي لست أجحدها ... إلا إذا جحدت سلسالَها الهِيمُ
حلقت ليلة تعريسي بشاطئها ... ألا يميل برأسي عنك تهويم
إذ كل زمزمة في الكون هينمة ... بل كل ما فيه تغريد وترنيم
لي في الرياض إذا أمْرَ عن فلسفة ... وحكمة ملء مرآها تعاليم. . الخ
وبعد فقارئ ديوان الشبيبي يمر بصور صادقة، صور إنسانية عالية وأخرى قومية رائعة. ويرى من آمال الحياة وآلامها، وسعادتها وشقائها، وجمالها وقبحها، ما يحسن الشاعر الإبانة عنه، ويصدق التصوير فيه، حتى تحسب خياله حسا ومجازه حقيقة.
والخلاصة أن شعره يصدق قوله في الشعر:
إذا أنت كابرت الحقيقة عبَّرت ... فصاحة قُسّ عن فهاهة باقل
إذا قلتُ إن الشعر بحر غبنته ... متى يستقيم البحر من غير ساحل؟
قرائحنا منه بحور خضارم ... ومنها - إذا جربت - رشحُ الجداول
وأجمع أقوال الرجال أشدها ... معان كبار في حروف قلائل
ولله ما أبصره بالشعر الحر العالي حين يقول:
ما من بصير بحق الشعر يحفظه ... كن شاعر الوقت أو كن شاعر الزمن
زن قبل لفظك معنى البيت تُنشِئه ... فرُبَّ بيتٍ بمعنى غير مُتزن
ولعل لنا نظرة أخرى شاملة مفصلة في الديوان إن شاء الله.