الحية - لقد وزنه الملكان وهو صغير بعشرة من أمته فوزنهم، ثم وزناه بمائة من أمته فوزنهم، ثم وزناه بألف من أمته فوزنهم: فقالا والله لو وزناه بأمته كلها لوزنها
إبليس - صه. انهم قادمون
الحية - من هم؟
إبليس - ادخلي جحرك. ولأتخذن لغة القوم
(الحية تختفي ويقف إبليس بباب الدار ويدخل أشراف قريش)
أبو سفيان (لابليس)
من الشيخ؟
ابليس - شيخ من أهل نجد، سمع بالذي اتَّعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، عسى ألا يعدمكم منه رأي ونصح
أبو جهل - أجل فادخل
(إبليس يدخل معهم ويجتمعون في دائرة. . .)
أبو سفيان - تكلم يا أبا الحكم
أبو جهل - إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم، فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا، فأجمعوا فيه رأيا
أمية بن خلف - احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابا، ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله: زهير أو النابغة ومن مضى منهم، من هذا الموت، حتى يصيبه ما أصابهم
إبليس - لا والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم، ما هذا لكم برأي، فانظروا في غيره
أبو سفيان (يتفكر قليلا)
نخرجه من بين أظهرنا فتنفيه من بلادنا، فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع، إذا غاب عنا وفرغنا منه، أصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت