يستفسر بعض الناس عن السبب في كونهم لا يرون أحلاماً إلا فيما ندر؛ ورداً على هذا أقول: أنه قد يكون راجعاً إلى كون الطاقة الكاتبة (الرقيب الحلمي) لديهم قوية بحيث لا تستطيع المنبهات الكامنة في العقل الباطن التعبير عن نفسها، وقد يؤدي احتباسها في السريرة إلى القلق.
ومن الناس من يعبرون في اليقظة عن أفكارهم ووجدانهم وعواطفهم بوسائل تشبه وسائل الرجل الفطري الذي يستعين بالرموز ويعتقد في السحر لأن قواهم الكاتبة ضعيفة، وهذا يؤدي إلى طغيان عقلهم الباطن على عقلهم الواعي، فتبدوا أفكارهم عجيبة لا يهضمها المنطق لكونها مؤسسة على البدوات مفتقرة إلى الانسجام والتماسك. وقد يبلغ بعض هؤلاء ذروة الذكاء ولكنهم مع ذلك يشبهون الأطفال في تصرفاتهم ولا يستطيعون تكييف أنفسهم للبيئة. ولما كان هؤلاء يعبرون باستمرار عما يدور في سرائرهم في حالة اليقظة فهم لا يدخرون طاقات عقلية مستفيضة تسعى إلى التعبير عن نفسها إبان النوم في شكل أحلام.
وهاك بضعة أحلام وتفسيرها بإيجاز:
١ - رأى شاب شارع في الزواج أنه موجود في غرفة بيضاء مستديرة الشكل، وقد دهش في الحلم من طراز الغرفة ولعدم وجود أبواب لها.
وقد قال لي أنه عندما استيقظ فطن إلى أن الغرفة تشبه صندوق الحلوى الذي يوزع على المدعوين بعد تحرير عقود الزواج
وفي نفس الليلة رأى في حلم آخر فريقا من السيدات والرجال والأطفال مجتمعين على شكل دائري، وكان هو خارج الدائرة، ثم ما لبث أن نفذ كالسهم إلى داخلها.
إذا أنعمنا النظر في هذين الحلمين اتضح لنا أن الأول يعني عقد الزواج وما يصحبه من توزيع صناديق الحلوى. كما أن وجوده في غرفة لا أبواب لها يعني أن هذا العقد قيد لا مخرج منه.
ويمثل الحلم الثاني الزواج نفسه، فالدائرة ترمز إلى عضو الانوثة، والاشخاص يمثلون المحتفلين بالعرس، ويعني الدخول إلى الدائرة العملية الجنسية ذاتها
٢ - خطبت شقيقة صديق لي إلى شاب ثم ألغيت الخطبة، وقد قص علي الحلم الآتي:
(رأيتني في قاعة إلى جانب شقيقتي، وجلس إزائي الأستاذ أحمد بدرخان والسيدة أسمهان،