الرابع - عبد الله ابن خرداذبة ابن السابق ذكره. وهذا قام بفتوحات مهمة، وأسند إليه منصب كبير في عهد العباسيين، أعني به ولاية طبرستان. فقد روي الطبري، وتابعه في ذلك ابن الأثير، وأبو الفداء، في حوادث سنة ٢٠١ للهجرة، أن (في هذه السنة، افتتح عبد الله بن خرداذبة، وهو وآلي طبرستان، اللارز والشرز من بلاد الديلم، وزاهدما في بلاد الإسلام. وافتتح جبال طبرستان، وأنزل شهريار بن شروين عنها، فقال سلام الخاسر:
إنما لنأمل فتح الروم والصين ... بمن أذل لنا من مُلك شروين
فاشدد يديك لعبد الله إن له ... مع الأمانة رأيا غير موهون
وأشخص مازيار بن قارن إلى المأمون، وأسر أبا ليلى ملك الديلم في غير عهد في هذه السنة). انتهى كلام الطبري
وقد تعرض ابن كثير لهذه الحادثة دون أن يذكر ابن خرداذبه وهذا نص كلامه:(وفيها (سنة ٢٠١هـ) افتتح نائب طبرستان جبالها وبلاد اللارز والشيرز (كذا). وذكر ابن حزم أن سلماً الخاسر قال في ذلك شعراً. وقد ذكر ابن الجوزي وغيره أن سلماً توفي قبل ذلك بسنين. فالله أعلم) أهـ
وقد أشار إليه الشابشتي بقوله:(فذكر عبد الله ابن خرداذبه، أنه حضر مجلس المأمون يوماً، وقد عرض عليه أحمد بن أبى خالد رقاعاً. . .)
وذكره أبو الفرج الأصفهاني بما يلي:(أخبرني الحرمي قال: حدثنا الديناري قال: حدثنا إسحاق قال: قالت لي زهراء الكلابية: ما فعل عبد الله بن خرداذبه؟ فقلت: مات! فقالت: غير ذميم ولا لئيم. غفر الله لصداه لقد كان يحبك ويعجبه ما سرك. . .)
الخامس - أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن خرداذبه. وهو الذي عليه مدار كلامنا في هذا البحث
٤ - عبيد الله بن خرداذبه
وهذا أشهر من ذكرنا من هؤلاء القوم، وأعظمهم مكانة، وأبقاهم اسماً. كان قد أنيط به منصب (صاحب البريد والخبر) بناحية الجبل بفارس. على أن ما زاد في شهرته وتخليد اسمه في التاريخ، هو المؤلفات التي صنفها، وسيأتي الكلام عليها في موطن آخر من هذا المقال