للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فَصِفْ لي فَدَتْك النفس أمراً يسرني ... وأحمد فيه الله من حسن حالكا

وحال أَحينا أَحَسنَ الله صنعه ... وحال فَتاك منعماً في كتابكا

فهذا الشاعر، على ما يبدو من الأبيات المتقدمة، قد كان صديقاً حميما لابن خرداذبه. ونظيره في هذه الصداقة كان البحتري الشاعر المشهور المتوفى سنة ٢٨٤ هـ؛ فقد وقفنا في ديوان شعره على قطع له فيه. من ذلك ما قاله في عبدون بن مخلد وقد كتب بها إلى ابن خرداذبه:

أبلغْ لديكُ عبيد الله مألكة ... وما بدَارِ عُبيْدِ الله من بُعدِ

أضحتْ بقطر بّل والدَّيْرُ حَلَّتُه ... ومَا يُجَاوِرُ بيتَ النارِ ذا العُمُدِ

لم تدر ما بي وما قد كان بَعدَك من ... نفاستي لك في عبدون أو حسدي

أغَرُّ، أَحسَبُ نُعْمَاهُ الجليلةَ من ... ذخائري لِصرُوفِ الدهرِ أو عُدَدِي

إذا مضى اليوم لا نلقاه فيه مضى ... سرورنا وترَّقبنا مجىء غدِ

إن فات في السبت أن نزدار سيدنا ... فلا تَفُتْنا لشيءٍ زَوْرَةَ الأحد

وفي القطعة التالية، يوجه البحتري الكلام إلى ابن خرداذبه بعد أن خلع عليهما عبدون بن مخلد. وفي هذه إشارة صريحة إلى ما كان من صلة بين عبدون وابن خرداذبه. قال البحتري:

يا أبا القاسم استَجَدَّ لنا عبدو ... نُ حالاً تمامُها في ضمانِهْ

جمعتنا مَوَدَّة واجتمعنا ... بعدُ في برّه وفي إحسانهْ

قد لبسْنَا ثيابَهُ وتَسايَرْ ... نا بتقريظه على حُمْلانه

وأجزل فائدة من ذلك، ما قاله البحتري في مدح عبيد الله ابن خرداذبه، وذكر صداقته، وتهنئته بخروجه من علة كان فيها ودونك ذلك:

إن ترْجُ طوْلَ عبيْدِ الله لا تخبِ ... أو ترْم في غرضٍ من سيبه تُصب

لم تلقَ مثلَ مَساعيه التي اتصلتْ ... وما تقيَّلَ منها عن أَبٍ فأًبِ

رأْيٌ صليبٌ على الأيَّام يُتْبعُهُ ... ظرفٌ متى يَعترض في عيشِنا يطِب

ذاكَ أَخٌ أَفتديهِ إنْ يُحِسَّ أَذىً ... بالنفسِ مما توقَّاهُ وبالنَّشبِ

(إذ كان من فارسٍ في بيت سؤددها ... وكنت من طيئٍ في البيت والحسب

<<  <  ج:
ص:  >  >>