فهل تكون هذه (المقالة الموسيقية) فصلاً أو قطعة من أحد الكتب التي ألمعنا إليها، أم أنها شيءٌ قائم بذاته فات ابن النديم ذكره، فكان نصيبه الخلود على يدي المسعودي؟؟
وقد أثنى المسعودي ثناءً عاطراً على (تاريخ) ابن خرداذبة الذي لا ذِكْرَ له بين الكتب والمنوّه بها آنفاً. وهذا قوله بالحرف الواحد:
(. . . وعبيد الله بن عبد الله بن خرداذبه؛ فإنه كان إماماً في التأليف، متبرّعاً في ملاحة التصنيف، اتّبعه من هذه طريقته وأخذ منه ووطئ على عقبه وقفي أثره. وإذا أردت أن تعلم صحة ذلك فانظر إلى كتابه الكبير في التاريخ؛ فإنه أجمع هذه الكتب جداً، وأبرعها نظماً، وأكثرها علماً، وأحوى لأخبار الأمم وملوكها وسيرها من الأعاجم وغيرها. . .)
وهي لنعم الشهادة يُصدرها مؤرخ جليل ثَبْت كالمسعودي!
وفي مكان آخر لمّح المسعودي إلى (تاريخ ابن خرداذبه). فقال بعد كلام نقلناه في مطاوي بحثنا ما هذا نصه:
(على أنه - أي كتاب المسالك والممالك - أحسن كتاب في هذا المعنى. وكذلك كتابه في التاريخ وما كان من ذكر الأمم الماضية قبل مجيء الإسلام. . .)