للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سيتحدثون باستخفافٍ عن روحه الكريمة التي صعدت إلى بارئها؛ وفوق رفاقه الهامد سينبزونه بكلمات ملؤها السخرية والإفحاش؛ ولكن عبثاً يحاولون تحريكه أو إقلاق سسباته في هذا المضجع الذي سوّته له أيدينا بعناية ورفق.

فكَّرنا في كل هذا. . . ثم اقبلنا نواصل العمل في مهمتنا الشاقة المؤلمة، حتى دقّ فجأة ناقوس الخطر مؤذناً بالانسحاب؛ وسمعنا دوىً المدفع التي راح العدوّ يصب قذائفها من مدىً شاسع. . . وعلى غير هدى. فأضجعناه في أناةٍ وحَزَن؛ ثم انصرفنا وقد أخلينا منه ساحةَ مجده التي ما زالت بدمه مخضوبة. . .

لم نخُطَّ على قبره حرفاً؛ ولم نُقِم فوقه تذكاراً أو نرفعْ نصباً؛ بل خلفناه في مضجعه فريداً مستوحشاً. . . وهيهات أن ينفرد أو يستوحش من كان له المجد جليساً، والخلود صاحباً وأنيساً!

(جرجا)

محمود عزت عرفة

<<  <  ج:
ص:  >  >>