- أنا شُغلِتُ عنك بتلك الخلائق؟ هيهات ثم هيهات! كنت أتأمل الأشجار لأعانق الغصن الذي يشبه قدك النشوان، وكنت أداعب الأزهار لأرى فيها شمائل من خدك الوهاج، وكنت ألاعب الأطيار لأسمع سجعاً يذكّر بصوتك المقتول، وكنت أناغي فصائل الحيوان لأعرف أن لك صوراً في عيون الجآذر وأجياد الظباء. حبك يا حواء أذواني وأضناني وأبلاني، وستسمعون من أخباري ما تكرهين
- عَدَتْك العوادي، أيها الفارس الجميل!
- سأصبح فارساً بلا فَرَس
- أنت؟
- نعم، أنا، فقد حدثني أحد الملائكة أن الله لا يقيم وزناً لهفوات النساء، فإن القضاء الذي سيقام في ساحة العدل سيجعلني المدين
- وحدك؟
- وحدي!
- وإذن؟
- وإذن أهبط الأرض وتَبْقَيْنَ في الفردوس
- مع من؟
- مع جميع هذه الخلائق من شجر ونبات وطير وحيوان ومع نهر الكوثر، ومع الملائكة المقرَّبين
- أهذه خلائق؟
- بالتأكيد، وفيها الكفاية لمن يحتاج إلى أنيس
- وأصير كالدَّجاجة الحائرة عند غياب الديك؟
- كيف تحارين وأنت بين المهتدين؟
- هداية حواء في غيبة آدم هي أقبح صورة من صور الضلال
- سيقضي الله في أمرنا بما يشاء
- الله سيقضي بأن تعيش المرأة بلا رجل؟
- سيقضي الله بالعدل، فالرجل أذنب والمرأة لم تذنب، والعقاب لا يحق على غير المذنبين