للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليس غريباً عني؟. . . أنه ليخيل إلي الآن أني شاهدته مراراً في المسارح والمغاني، جالساً تجاهنا، ونظره عالق بامرأتي لا يكاد يحيد عنها!. . . ألم يكن هو الذي وقف ذات يوم عند مرور سيارتنا، وتبعنا زمناً طويلاً بنظراته؟ من هو إذن؟ من هو؟ من؟ من؟. . . أيكون عاشقاً (أفلاطونياً) لم تعرفه هي؟ ولن تمل إليه قط؟. . . لو كان الأمر كذلك لعرفته أنا أيضاً، إذ كان لابد له أن يبحث عن وسائل يرانا بها في المجتمعات، ويتحدث إلينا. . . ولكن كلا. . . لعّله كان يحذرني. فتعرّف على امرأتي ولم يتعرف على، وتبعها في الشوارع وتجرأ على توقيفها. . . كلا!. . . لو جرى شيء من ذلك لكانت أعلمتني به. . . ولكن هل كانت تعلمني به؟. . . أليس من الممكن أن تكون أحبته؟. ولكنها كانت تحبني!. كانت تحبني؟. من أين لي هذه الثقة؟ إلا إنها كانت تقول لي ذلك؟. جميع النساء يقلن ذلك! والخبيثات يسرفن فيه أكثر من الطاهرات أوه! لابد لي من إيجاده والاستفسار منه. ولكن إذا كانت قد أحبته، فبماذا يجيبني؟ أني أزور ضريحها لأني كنت أحبها، ولكنها لم تعرف ذلك قط! وهل أستطيع أن أضطره إلى الاعتراف بالحقيقة؟ فما العمل إذن؟

وهل أستطيع أن أستأنف الحياة على هذه الصورة؟ لم أشاهده طيلة ثلاثة أيام. كنت أذهب كل يوم ولكنه لم يكن يأتي. . . الحفَّارون يجهلون أسمه، لا يعرفه أحد. . . لعله سافر. ولكنه لابد له أن. . . لابد له أن. . . وإذا كان قد توفي وإذا كان قد توفي؟ لأنه لا يستطيع أن يحيى بدونها! أه. إن هذا الافتراض ليبعث على الضحك، أيكون هنالك رجل أخر لا يستطيع أن يحيا بدونها؟

ليس لي سوى رغبة واحدة، وهي أن أقول له: سيدي المحترم، لا تذهب في تفجعك عليها إلى هذا الحد، إذ من المحقق أنها أحبتني أنا أيضاً!) أريد أن أجعله غيوراً. . .

قذفت برسمها تحت منضدتي. . . هو ذا في وسط الغرفة، على الأرض بين رسائلها المبعثرة، بين تلك الرسائل التي كانت تحفظها في خزائنها وأدراجها. . . فتحتها كلها، ونبشت فيها. . . ماذا وجدت؟. . . رسائل كنت بعثت بها إليها. . . وأزهاراً كنت قدمتها إليها. . . وأشرطة حريرية. . . وتذكارات. . .

لعل بين تلك الأزهار زهرة مقدمة من قبله. . . كيف الوصول إلى معرفة ذلك؟. . . وماذا كنت أبغي العثور عليه؟. . . وهل تحتفظ المرأة بشيء يمكن أن يخونها ذات يوم؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>