تكشّفَ تعقيبُ الأستاذ عباس محمود العقاد على اعتراضي الذي وجهته إلى حضرته على صفحات (الرسالة) الغراء عن ثغرةٍ نفذت منها إلى حاجتي التي قضيتُها بردِّه الكريم عليَّ. . .
أما ما يستأهل التعقيب ويدعو إليه، فهو ما تفتح عنه ردَّه من ظاهرتين خطيرتين: الأولى ما اقتضته الأمانة الأدبية التي في عنقي من أن أصحح نسبة البيتين اللذين قلت عنهما: إنهما لابن الرومي؛ وقال عنهما أدب العقاد: لا أراهما مما يعاب سواء نسبا إليه أو إلى غيره. فأقول: أن هذين البيتين من نظم كاتب هذه السطور، وقد أردت أن اختبر بهما ذكاء العقاد.
والظاهرة الثانية هي ما نضحت عنه معاني هذين البيتين من جنون الفكرة، وطلاء التعبير اللذين عزَب فهمهما على فطنة أديبنا الكبير. فمن هم بنو النضر؟ ومن أولئك الألفان الرضَّع على التحديد؟
(ابن درويش)
(الرسالة):
ذلك عبث كنا نحب للكاتب وهو من رجال التعليم فيما نظن أن يتكرم عنه احتراماً للرجل الذي يكتب إليه، وللقارئ الذي يكتب له، وللمجلة التي يكتب فيها، وللأدب الذي يعلّمه.
كم ذا؟
. . . ضمني وبعض الأصدقاء مجلس، وتناشدنا أطراف الحديث، فجرى على اللسان قول حافظ:
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي ... في حب مصر كثيرة العشاق
وهنالك تضاربت الأقوال في (كم ذا)، وهل يجوز ذلك في لغة العربية؟ فقال قوم كما جاز في ما ومن الاستفهاميتين. كأنما يقيسون، وقد قال الآمدي وغيره - من علماء الأصول - أن اللغة لا تثبت بالقياس. . . وقال آخرون: أن ذلك غير معهود في الفصيح الصحيح من