للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفي كتاب الأنساب للبلاذري بعد أن ذكر إلى أي ضيعة نسب أبو محمد المطاميري قال: (وتوفي في جمادي الآخرة سنة ١٦٣ هـ، وكان فتوحها على ما قال الطبري (٢ - ١٦٦٧) سنة ١٢١هـ على يد مسلمة بن هشام بن عبد الملك) فيظهر من هذا أن العرب كانوا يعرفون المطامير واتخاذها للطعام وللسجن قبل الإسلام، على ما يرى في استعمالها لتلك الأسماء

ولما مر ابن بطوطة في المائة الثامنة للهجرة=١٤ للميلاد بنذربار من ديار الهند رأى أن كل مسلم يشرب الخمرة يحد ثمانين جلدة ويسجن في مطمورة ثلاثة أشهر لا تفتح عليه إلا حين طعامه) (راجع رحلة ابن بطوطة طبع الإفرنج ٤: ٥٢)

من يطالع في معجم دوزي ما جاء علي المطامير منقولاً عن المسافرين والكتبة بتحقيق أن المطامير كانت في جميع ديار الشرق الأدنى لغايات مختلفة فلتراجع فيه إذ قد ضاق بنا الموطن عن هذا البحث الجليل

أما من يحب أن يتابع في تصانيف الإفرنج هذا الموضوع فعليه بمطالعة ما جاء باسم الإنكليزية وبعنوان بالفرنسية فيقع على حكايات وتفاصيل في غاية الغرابة والعجب والاستفادة. ثم كتب عديدة تبحث في هذا الموضوع

٧ - مترادفات المطمورة وما يقابلها في لغات الأمم الشرقية

رأينا العراقيين لا يستعملون إلى لليوم إلا لفظة واحدة هي (المطمورة) والآن أخذ بعضهم ينبذون استعمال هذه اللفظة ظناً منهم أنها عامية وأخذوا يستعملون في مكانها (الهُرْى) ويحمعونها على (أهراء قلنا: أنهم في ضلال مبين، لأن المطمورة وردت في جميع كتب الفصحاء التي تكلمت على أمثال هذه المخازن ولم تهملها. وثانياً لأنها صحيحة الاشتقاق من لغتنا المحضة وثالثاً لأن المطمورة استعملت لمخزن الطعام الذي تحت الأرض، ولما فوق الأرض. قال في النهاية في مادة (ط م ر) (وفي حديث مطرف: من نام تحت صدف مائل وهو ينوي التوكل فليرم نفسه من طمار وهو ينوي التوكل: طمار بوزن قطام: الموضع المرتفع العالي. وقيل: هو اسم جبل، أي لا ينبغي أن يعرض نفسه للمهالك ويقول: قد توكلت. انتهى كلام أبن الأثير فهنا نص واضح على أن مادة طمر تفيد الدفن والحبس وتفيد أيضاً العلو والارتفاع، فصحت إذن المطمورة للاستعمالين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>