الإنجليز (مون واسماه الارلنديون (ماي والألمان (مُند والغوطيون (مينا والإغريق (ميني والهنود القدماء (ماس واسم الشهر في الإنجليزية (منث وفي الألمانية (مونات وفي الفرنسية (موا وفي الغوطية (مينوبس وفي اللاتينية (منسيس وفي الإغريقية (مين وفي الهندية (ماس فبين اسم القمر واسم الشهر في اللغات تطابق تام أو تشابه كبير. ويظهر أن هذه الأسماء جميعها مشتقة من اللغة الهندية (ما) ومعناها (يقيس) وذلك أن القمر به يقاس الزمن، من هذه اللفظة نفسها لاشك يرجع اشتقاق الكلمات الإفرنجية التي معناها (مقاس) وهي بالإنجليزية وبالفرنسية وبالألمانية وباللاتينية وبالإغريقية ومن اللفظة الأخيرة (المتر) المعروف
دوران القمر
ومن المشهور المعروف أن القمر يدور حول الأرض، فإذا هو وقع بينها وبين الشمس، أضاءت الشمس منه النصف الذي يليها، فأظلم بذلك النصف الذي يلي الأرض فلا يرى الإنسان من القمر شيئاً، وهذا هو المحاق أو أول الشهر. ثم يسير القمر سيرته، فإذا بلغ الموضع المقابل للموضع الأول توسطت الأرض بينه وبين الشمس أو كادت، وعندئذ تضيء الشمس منه النصف الذي تراه الارض، فيظهر لنا كأن القمر كله يضيء وما هو بذلك، وهذا بدر التمام. وبين المحاق والتمام ينزل القمر منازل بين هذين، فيها يضيء الشمس منه أنصافاً لا ترى الأرض منها إلا أبعاضا هي الأهلَّة، فإذا زاد هذا البعض على نصف دائرة قارب البدر التمام فارتأته العين منقوصاً قليلا. ويسير البدر من التمام إلى المحاق فتتكرر الظواهر السالفة معكوسة، وبذا يتم الشهر
وفي الأهلة يرى الإنسان الجزء المعتم من القمر كأن نورا ضعيفاً ينيره، وذلك أن الأرض تعكس ضوء الشمس إلى القمر كما يعكس القمر ضوءها إلى الأرض، فلو أن للقمر أهلا يسكنونه لأسموا أرضنا هذه قمرا، إلا أنه أقمر وأسطع كثيرا من قمرهم، فقد يبلغ المعكوس منا إليهم خمسين ضعفاً
والأرض تدور حول الشمس في مستو، والقمر يدور حول الأرض في مستو غيره، إذ لو دار الثلاثة في مستو واحد لانكسفت الشمس في كل محاق، وانخسف القمر لكل تمام. ويميل المستوى الذي يدور فيه القمر عن المستوى الذي تدور فيه الأرض بنحو خمس