كيلومتر مربع، أو نحو ثقل نصف ملليجرام عن كل متر مربع. وشأن الضوء في ذلك شأن سائر الأشعة الأخرى كالأشعة الحرارية والأشعة التي تلي البنفسجية وما إليها، وكلما زادت شدة الضوء وكذلك كلما قصرت موجته زاد قصوره الذاتي، وبالتالي زاد ضغطه على السطح التي تعترضه في سبيله.
وكما أن للمادة قصوراً ذاتياً به تحاول المحافظة على حالتها من حركة أو سكون، كذلك لها قصور ذاتي به تحاول المحافظة على حالتها الكهربائية وتقاوم كل تغيير في هذه الحالة. فالجهاز الكهربائي الذي نستخدمه في التقاط أمواج الراديو مثلا له هذا القصور الكهربائي، وهو خاصية أساسية فيه عليها تتوقف قابليته للاهتزاز الكهربائي تحت تأثير الهزات الأثيرية، كما تهتز الأرجوحة تحت تأثير هزات الصبي لها.
بل إن الفضاء العاري عن المادة له صفة القصور الذاتي، بها يقاوم كل تغيير في حالته الكهربائية، وعلى وجود هذه الصفة يتوقف إمكان انتقال الأمواج الكهربائية فيه.
فليس بغريب إذن أن يظهر القصور الذاتي في الإنسان؛ في حركاته الجسدية وفي صفاته الذهنية. فالقصور هو نوع من الصابورة به تكتسب سفينة الوجود الاستقرار وحسن الاتزان، وهو في الوقت ذاته عبء على كاهل الطبيعة يعوقها عن الحركة المطلقة ويجنح بها إلى الجمود.