مضحكة جداً، إذ هي ألفاظ أدخلت للسجع فقط. ويحتفظ المشتري بالميعة المباركة التي تباع الحفنة منها بخمسة فضة طول العام التالي فيحرق قليلاً منها كلما خشي حسد العين بحيث يتصاعد الدخان إلى المحسود
جرت العادة عند طبقات القاهرة العليا والوسطى أن يعلقوا في احتفالهم بالعرس القناديل في الطريق أمام منزل العريس، وكثيراً ما يحتشد الجمهور حول قنديل كبير جميل لمشاهدته، فالعادة حينئذ أن يُلهوا المشاهدين بكسر جرة كبيرة، أو بحيلة أخرى حتى لا تسبب عين حاسد سقوط القنديل. وكثيراً ما تحدث حوادث تؤيد إيمان المصريين بخرافاتهم المتعلقة بالحسد. ومثل ذلك ما رواه صديق لي: من مدة قصيرة رأى جملاً يحمل جرتي زيت كبيرتين فصاحت امرأة أمام الجمل: يا سلام! يا لهما من جرتين عظيمتين! ولم يقل الجمّال: صلي على النبي؛ فلم يلبث الجمل أن سقط وكسرت رجله وكسرت الجرتان. وقد أخبرني أحد أصدقائي القاهريين بشكوى أسردها هنا توضيحاً لما قررت. قال صديقي:(لما عدل الباشا عن احتكار بيع اللحم منذ أيام أصبح الجزارون يذبحون الحيوانات ويبيعونها في حوانيتهم. ومن المزعج تماماً أن ترى الخروف الجميل معلقاُ أمام عين الجمهور كاملاً بذيله وأعضائها فيشتهيها كل سائل يمر بجانبها فكأنما يتناول المرء سماً) وقد شكا إلي طاهٍ الشكوى نفسها فكان يفضل أن يكلف نفسه مشقة الذهاب إلى دكان جزار لا يعرض اللحم على أنظار المارة ولو كان بعيداً.
يضع الكثير من تجار العاصمة وغيرها من المدن المصرية على واجهة حوانيتهم ورقة كتب عليها اسم الله أو اسم الرسول أو الاسمان معاً أو الشهادة أو البسملة أو حديث نبوي أو آية قرآنية مثل: إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً (سورة الفتح الآية الأولى) نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين) (سورة الصف آية ١٣) أو ابتهال إلى الله مثل (يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم). وكثيراً ما ينطق التاجر بهذا الابتهال عندما يشرع في فتح حانوته صباحاً، وكذلك الباعة المتجولون كبائعي السلع الصغيرة والخبز والخضر الخ. عندما يخرجون لجولاتهم اليومية. والعادة أيضاً أن يضع الرجل من الطبقة السفلى أول نقد يتناوله على شفته وجبهته ثم في جيبه
وكثيراً ما نرى في القاهرة غير الكتابات التي تعلق على الحوانيت هذا الدعاء (يا الله)