بخدمة الفنادق والقهوات راضه على اليقين بأن المصطافين ليس فيهم من يذكر الله بصدق وإخلاص. . . وهل تزار الإسكندرية في الصيف لأداء الصلوات؟
عَرض الشيخ من جديد خمسة قروش، وعرضتُ عشرة قروش فقبِل الخادم (وهو يضحك ضحكة السخرية) أن يطيعنا فيتعلم كيفية الوضوء وكيفية الصلاة
أخذ الشيخ يعلَّم الفتى كيفية الوضوء بإيجاز، وكان الموقف في جملته من غرائب المضحكات، لأن قروش الشيخ وقروشي جعلت الفتى من المأجورين المأزورين، ولا قيمة لعبادة يكون جزاؤها بأيدي الناس!
كان الفتى يضحك ويلعب، ثم تغيَّر وجهه فجأة فصار في خشوع النسّاك، واحتجزّنا ساعتين لنعلَّمه سائر الفروض الإسلامية، ولم يَفُته أن يردَ القرَوش التي أخذها من الشيخ والقروش التي أخذها مني، برغم الإلحاح في قبول الهدية، وكانت حجته أنه قضي في صحبتنا لحظات هي أثمن وأنفس من أطايب الأموال
وفي الأسبوع الماضي زرت الإسكندرية لبعض الشئون، فراعني أن أجد فتى يهجم على يدي فيقبّلها بحرارة وشوق، ثم يسألني الدعاء، وهو الفتى نفسه، الفتى الذي علَّمناه كيف يصلي وكيف يصوم
خُذ علمي وأعطني إيمانك، أيها الجاهل السعيد، فلا حياة للعلم بدون إيمان
المنافق الجميل
هو شجرة الخِلاف أو الصَّفصاف، وهي شجرة غرستُها بيدي عشرات المرات، قبل أن أهاجر من سنتريس إلى باريس
لا يدوم جمال هذه الشجرة غر سنتين أو ثلاث، ثم تُخّوَّخ، والتخويخ في عُرف أهل مصر هو أن تعتلّ الشجرة بعلة الجوف، فيكون لها ظاهرٌ صحيح، وباطنٌ عليل، على نحو ما تكون شجرة الصفصاف بعد أعوام قصار، وعلى نحو ما تكون ضمائر الأصدقاء المزيّفين بعد أيام طوال!
رجال القلم هم أطباء النفوس والقلوب والعقول، والطبيب بلا مَرَضى كالمحامي بلا قضايا والمدرس بلا تلاميذ
ومن أجل هذا أحبك، أيها المنافق الجميل، لأن وجودك فرصة لدرس الغرائز والسرائر