مفعمة بالأسى، وظلالاً من الشعور بالحرمان
ونحن إذا قرأنا جوابه عن كتاب معاوية إليه شعرنا بإيمان صاحب الحق بما له من حق، وحرصه عليه، وثورة نفسه على من يسعى لاغتصابه منه أو حرمانه إياه أو الاستئثار به دونه
وهكذا تنتظم خطب علي وكتبه نفسه الحماسية ووجدانه الثائر وعواطفه الجياشة، وتقوم دليلاً على أنه شاعري الروح عظيم الحظ من الموهبة الشعرية
ولقد أحسَّ بروكلمان هذه الموهبة الشعرية عند علي فقال في خلال حديثه عن الديوان المنسوب ج١ ص٤٣: (ليس من شك في أن علياً كان ذا ملكة شعرية. . .)
٢ - نسبة أشعار إليه في بعض المراجع العربية المعتمدة
(١) جاء في عيون الأخبار لأبن قتيبة (ج ٣ ص ٥ ط دار الكتب): (وقال علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه:
أخوك الذي إن أحوجتك ملمّة ... من الدهر لم يبرح لها الدهرَ واجما
وليس أخوك الحقُّ من أن تشعّبت ... عليك أمور ظل يلحاك لائما
(ب) جاء في معجم الأدباء لياقوت (ج ٥ ص ٢٦٣ ط مرجليوث): (قرأت بخط أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري اللغوي في كتاب التهذيب له قال أبو عثمان المازني لم يصح عندنا أن علي بن أبي طالب تكلم من الشعر غير هذين البيتين:
تلكم قريش تمناني لتقتلني ... ولا وَجدِّك ما بروا ولا ظفروا
فإن هلكت فرهنٌ ذمتي لهم ... بذات روقين لا يعفو لها أثر
قال ويقال داهية ذات روقين وذات ودقين إذا كانت عظيمة
وجاء فيه أيضاً (ج ٥ ص ٢٦٦): (وما يروي أن معاوية كتب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن لي فضائل: كان أبي سيّدا في الجاهلية وصرت ملكاً في الإسلام، وأنا صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخال المؤمنين وكاتب الوحي. فقال أمير المؤمنين عليه السلام أبا الفضائل تفتخر على يا ابن آكلة الأكباد؟ أكتب إليه يا غلام:
محمد النبي أخي وصهري ... وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي ... يطير مع الملائكة ابن عمي