والخامس، كان يحسن بهما أن يعارضا ما يجدانه من النصوص في هذا الكتاب بما يجدانهِ منقولاً في بعض الكتب. ففي هذا الجزء مثلاً نصوص منقولة في ابن القفطي، وابن أبي أصيبعة، وابن خلكان، والدميري، وقد نقل بعضاً منها الأمير شكيب أرسلان ونشره في مجلة المقتبس وشرح بعض الألفاظ.
والسادس كان يليق بالناشرين أن يهملا أغلب ما جاء من المسامرة في الليلة الثامنة عشر، فإن ما علقاهُ في الحاشية في ص٥٠ (ولولا الأمانة العلمية والإخلاص للتاريخ لحذفنا أكثرها، واكتفينا بما لطف ودق، ولم ينب عنه الذوق) قلنا: (هذا عُذْر أقبح من ذنب) لأن أمانة العلماء والمخلصين للتاريخ هي أعظم في حفظ الآداب بين القراء من بث سمومها، وفحشها، ووبائها، فإذا لم يكن آداب، وحميد أخلاق في الناس، فالفحش مفسدة لها، ومهلكة. فالعلماء مكلفون بالمحافظة على مكارم الأخلاق، أكثر من المحافظة على الأمانة في نشر المجون وسخف الأقوال وسموم الآداب. هذا ما يتطلبه هذا العصر، وأهلوه ولو عاش التوحيديّ في هذا العهد، لما نطق بكلمة من هذه المُنْدِيات، المخزيات، المهلكات، المزيلات للأمم.
هذا رأينا، ولكلٍ رأي خاصً به.
٢ - الأوهام في الأعلام
جاء ذكر العوفيّ - بالفاءِ - في ص٥ س١، لكن أُصلح في ص٢٥ من الفهارس بقوله العوقي - بالقاف - والذي رأيناهُ في تاريخ الحكماء لابن القفطي ص٨٣ من طبع الإفرنج العوفيّ بالفاء. ومثل هذا الضبط ورد في مجلة المقتبس ١؛ ٥٧٢، ومثل هذا التحقيق ورد في مجلة المنار لرشيد رضا في كلامه على إخوان الصفا، ولا أتذكر السنة، ولا الصفحة، لأن مجلة خزانتنا سرقت في سنة١٩١٧، ولم يبق منها شيء، وإن كنا الآن اشترينا كتباً ومطبوعات جديدة غير التي كانت عندنا.
والعَوْفيّ لم يدخل في فهرست أعلام الكتاب، ولا العوقي وتجهل السبب.
وورد في ص١٤ (ابن الخمّار) وقد ضبط بتشديد الميم، وكذلك في ص٣٨ و٨٣ وجاء في ص٢٥ من الفهارس؛ والصواب: ابن خمار بدون تشديد أي كسَحَاب
وقيل هناك: وكذلك يصحح ما جاء في ص٣٨ و٨٣. والذي ورد في ابن أبي أصيبعة،