بن رستم، وكان من العلماء المشاهير أيضاً. أما أبو الحسن الفرضي أو العرضي، فلم نسمع بشهرته هذه
ورد في ص ١٨٠ اسم كبل البقال. وجاء في الحاشية:(كذا ورد هذا الاسم في كلتا النسختين ولم نتبين وجه الصواب فيه بعد طول المراجعة)؛ والذي سمعناه في العراق مما يشبه هذا الرسم: كتل (بالفتح)، وكُتَيْل (بالتصغير)؛ وهذا ورد في التاج، وكتيلة وهو اسم والي صُور، وقد ذكر ابن الأثير في الكامل في ١٠: ١٨٠ من طبعة الإفرنج
نرد على ذلك أن في نعت هذا العلم بالبقال تصريحاً بصحة كلمة (البقال) خلافاً لقول اللغويين أنه يقال (البدَّال)، مع أنه لم يقل أحد من اللغويين (بدَّالاً) حتى من منع استعمال الأولى فقد جاء في القاموس: والبقَّال لبيَّاع الأطعمة عامية، والصحيح (البدَّال)
قلنا: ليس هذا من كلام العوام بل من كلام العلماء الخواص فلقد فسر اللغويون، وبينهم المجد نفسه، الكاسور والرُّدْحي بقولهم: بقال القرى ولم يقولوا بدَّال القرى
ووردت البقال في كتاب الحيوان للجاحظ ١: ٣٧٦ من طبعة البابي، وقال اللغويون في شرح الكديح: الحانوت: الدكان أو متاع حانوت البقال. وقالوا في (فوم) الغامي: البقال
وممن أثبت البقَّال في تصانيفه السمعانّي، صاحب كتاب الأنساب، فقد قال في مادة البقال ما هذا نقله:(البقال بفتح الباء الموحدة، وتشديد القاف، وفي آخرها اللام: هذه الحرفة لمن يبيع الأشياء المتفرقة من الفواكه اليابسة وغيرها. والمشهور البهاء أبو سعيد بن المرزبان البقال، مولى حذيفة بن اليمان، وكان أعور من أهل الكوفة. . .) اهـ
زد على ذلك أن البقال نسبته إلى البقل نسبة قياسية كالحنَّاط والتّمار والطّحان إلى غيرها. وأما البّدال فإلى أي شيء ينسب؟ قال صاحب التاج:(والبدَّال كشدَّاد، بياع المأكولات من كل شيء منها. هكذا تقوله العرب. قال أبو حاثم: سمى به لأنه يبدل بيعاً بيَيْع، فيبيع اليوم شيئاً وغداً شيئاً آخر. قال أبو الهيثم: والعامة تقول: (بقَّال) انتهى
قلنا: لو صدق أبو حاثم في تعليله لقيل لكل من يبدل بيعاً ببيع بدال. وليس الأمر كما قال. والصواب أن البدال هنا هو البقال. والبقال، هو الأصل، والبدّال هو من كلام العوام، لأنهم قلبوا القاف دالاً، وهذا هو من لغة بعض العرب الأقدمين. فقد قالوا مثلاً في المِنقل: المِندل، وفي الممعوق: الممعود. وفي القنقورة: الفندورة، وفي احقوقف الرمل: احْدَوْدَبَ، وفي نَقَلَه: