تلك الصور ودرس الأطياف طبقاً لقوانين الحل الطيفي، تلك القوانين التي أثبتها المختبر، والتي ندين لها بكل التقدم العجيب في علم الفلك الحديث.
ورواية هذا العلم الجديد - أعني علم الحل الطيفي - ممتعة مدهشة. وسأذكر بإيجاز أشخاص المسرحية وملخص أدوارهم: أول ما يظهر على المسرح نيوتن الخالد الذي كانت اكتشافاته ولا تزال العامل المشترك الأعلى في جميع العلوم. ظهر على المسرح فأدهش الناس حين عرض عليهم نور الشمس وقد تحلل إلى ألوانه البديعة السبعة، تلك الألوان التي تبديها الطبيعة في أجمل مناظرها: قوس قزح. وتلاه في التمثيل العالم ولستن فأثبت أن لكل غاز طيفاً خاصاً وخطوطاً خاصة يتميز بها عن غيره من الغازات. هنا عرفنا أن بعض العناصر الموجودة على الأرض موجودة في السماء. ولعل الدور الحاسم كان دور فرنهوفر فقد دخل المسرح والناس قد اشرأبت أعناقهم لتتبع أحداث الرواية اللذيذة فاكتشف خطوط فرنهوفر التي تظهر في طيف الشمس وهي خطوط سوداء لا تتغير مواضعها، وسببها - كما عللها العالم الإنجليزي ستوكس - أن الغازات الموجودة في الشمس تمتص الأشعة الخاصة بها، فبدل أن تبدو خطوطها لامعة كما في طيفها المستقل تبدوا أماكن تلك الخطوط مظلمة سوداء. وهكذا تسنى للعالم كيرشوف أن يدرس الشمس في المختبر بعد الآن. وماذا كان عليه إلا أن يحلل النور القادم على متن الأثير ويقيس الأمواج ويقارنها بالأمواج التي يحصل عليها في المختبر من الشرارات الكهربائية والقوس الكهربائي والأنابيب المضيئة. ومن هنا أمكن كلا من العالمين (لُكير) و (جونسون) أن يكتشفا في وقت واحد غازاً جديداً في الشمس أسمياه باسمها (الهليوم)، وأثبتت الأيام صحة دعواهم فاكتشف الكيميائي رمزي غاز الهليوم على الأرض، وتبين أن له نفس الخواص الطيفية التي تنبأ العالمان لكير وجونسون من قبل باتصافه بها
بعدئذ أو بعد منتف القرن التاسع عشر إذا أردنا أن نعرف أين نحن من مر السنين، بدأت دراسة أطياف النجوم والأجرام السماوية دراسة واسعة النطاق. فقد فحص الأب أنجلو سيشي ما يقرب من أربعة آلاف نجم. وأحسن الدراسات الحديثة لأطياف النجوم وأعمقها وأكثرها شمولاً تمت على يدي الآنسة آني كانون فقد صنفت نحو ربع مليون نجم بحسب ترتيب خواصها الطيفية. وقد أسفر هذا التصنيف بكثير عن الحقائق عن