للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المسلمين تصديقاً أن أهم عامل في ذلك هو تأثير بعض العطور والعقاقير في البصر والمخيلة تأثير الأفيون تقريباً. ويظن البعض أن الأفيون يستخدم في أعمال هذا السحر الأخير.

وينقسم السحر الروحاني الذي يعتبره المصريون عموماً سحراً صادقاً، إلى (علوي) و (سفلي) أو (رحماني) نسبة إلى الرحمن إحدى صفات الله، و (شيطاني). ويقال إن السحر العلوي والرحماني علم يستند على عون الله وملائكته والجن الصالحين وعلى أسرار شرعية أخرى، وأنه يستخدم دائماً لأغراض طبية وأنه لا يدركه ويمارسه غير الصادقين الذين يتعلمون من الحديث أو القراءة أسماء هؤلاء العاملين الذين يفوقون الطبيعة البشرية، وأدعية تكفل إجابة رغباتهم. وتتصل كتابة الاحجبة لغرض صالح بهذا الفرع من السحر والتنجيم وعلى أسرار الأعداد. وأقصى ما يدرك في السحر العلوي هو معرفة (الاسم الأعظم) وهذا هو أعظم أسماء الله الذي يعتقد المتعلمون أنه لا يعرفه إلا الأنبياء والرسل. ويقال إن من يعرف هذا الاسم يستطيع بمجرد النطق به أن يحيي الميت ويميت الحي وينتقل على الفور حينما يشاء ويأتي بأي معجزة أخرى. ويظن البعض أن أفاضل الأولياء يعرفون هذا الاسم. ويعتقدون أن السحر السفلي يقوم على عمل الشيطان وأشرار الجن، وأن أشرار الرجال يستعملونه لأغراض خبيثة. وإلى هذا الفرع ينسب علم السحر الذي يطلقه العرب على الرقية الشريرة فقط.

ويعمد هؤلاء الذين يمارسون (ضرب المندل)، وسأسرد أمثلة له، إلى تنفيذه بواسطة الجن أي باستخدام علم الروحاني؛ إلا أن هناك رأياً آخر في هذا الموضوع سأذكره تواً. وقد بينت إحدى الوسائل التي يعتقد بعضهم أن الجن يساعدون بها السحرة في الفقرة الثانية من الفصل العاشر.

ويرى المتعلمون أن (السيميا) علم كاذب وفن احتيالي ينتج آثاره المدهشة بتلك الوسائل التي ذكرت سابقاً ويعتبرون أن (ضرب المندل) تابع للسميا بسبب استعمال البخور في إجرائه.

ويدرس الكثيرون في مصر علم النجوم والتنجيم. ويستخدمونه على الأخص لحساب المواليد وتعيين أوقات السعد الخ ولمعرفة أي البروج يخضع له الشخص، ويتم ذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>