هذا ما تمكنت من العثور عليه عند مطالعتي لهذا الكتاب الجميل، ولعل له مقطوعات من شعره لم نعثر عليها بعد؛ وقد تحقق الأيام من ذلك شيئاً فنعود إلى ذكر ما تركه هذا الشاعر الفحل والكاتب البليغ والمؤرخ الثقة
قال الثعالبي ومما ينسب إليه قوله لبعض الرؤساء في التهنئة بشهر رمضان:
نلت في ذا الصيام ما ترتجيه ... ووقاك الإله ما تتقيه
أنت في الناس مثل شهرك في الأ ... شهر بل ليلة القدر فيه
هذا وقد أورد ياقوت في معجم الأدباء أخباراً في ترجمته في نقد الشعر الذي يغني به عضد الدولة البويهي بحضرته ومجالس أنسه وصحة قائليه وناظميه وذلك ما يدل على قوته في نظم الشعر وحفظه أيضاً لمنظومات الشعراء الذين سبقوه، فكان خير حكم للتميز بين الغث والسمين منه؛ هذا علاوة على قوته في النثر، فقد أتبع أسلوب يكاد يكون خاصاً به لم يصل إلى مجاراته فيه أهل عصره
هذا ما تيسر لي جمعه من الأخبار عن نابغة القرن الرابع الهجري العباسي في القضاء والتأليف والشعر والأدب والاجتماع عسى أن أكون قد قمت بقسط مما يستحقه هذا العلم الفرد، وسنواصل بحول الله تعالى البحث عن غيره ممن كانت لهم المنزلة العظمى في دولتي العلم والأدب لذلك العهد العباسي الزاهر.